يحكي أن منذ زمن بعيد كان هناك صياد طيب وشجاع كان معتاداً أن يخرج بشكل يومي إلي الغاية لممارسة الصيد، وفي يوم خرج مبكراً كعادته و سار كثيراً في الغابة وعندما بدأ أن يقوم بتوجيه بندقيته رأي فتاة جميلة جداً اعجب بها من أول نظرة وشعر بداخله بشعور غريب لم يستطع تفسيرة، تعجب كثيراً من نفسه فهو لا يعرفها ولم يراها من قبل ولكنه شعر بارتياح كبير نحوها ورغبة شديدة في التقرب منها والحديث معها، ولكنه لم يستطع ان يقوم بذلك لشدة خجله، يومها عاد إلي منزله وظلت هذة الفتاة تراوده في أحلامه طوال الليل . وفي صباح اليوم التالي خرج الصياد إلي الغابة فرآها من جديد في نفس المكان وبدأ كل يوم يراها دائماً حتي تعود عليها وهي تعودت أيضاً علي رؤيته وكانوا يتبادلون الابتسامات من بعيد دون أن يجرؤ أحد أن يقترب من الآخر او يتعرف عليه، وفي يوم قرر الصياد أن يبوح لها عن إعجابه بها ، فخرج إلي المكان الذي اعتاد أن يراها فيه ولكنها لم تكن هناك ! انتظرها الصياد هناك وأخذ يتردد علي نفس المكان لعدة أيام ولكنها لم تأت أبداً ولم يراهاً، بدأ البحث عنها وأخذ يسأل عنها كل من يسكن الغابة لكن دون جدوي، وكان هذا الصياد يجيد الرسم فقام برسم صورة لها وقام بنشرها في جميع أنحاء البلده مع رقم هاتفه الشخصي، فقد أصابه القلق الشديد عليها وأراد الوصول اليها والاطمئنان عليها، وبعد مرور عدة أيام جاءه إتصال من الفتاة .عندما عرف الصياد أن الفتاة هي التي تكلمه غمره الفرح والشوق الشديد، وكان أول شئ قالته الفتاه علي الهاتف : لماذا تبحث عني؟ فلم يتمالك الصياد العاشق نفسه وأخبرها علي الفور بمشاعره نحوها، انغمرت الفتاة بالدموع وأخبرته هي أيضاً عن اعجابها به ووقعت هي الاخري في حبه دون ان تتعرف عليه .مرت الأيام وكانا يتحدثان دائماً علي الهاتف دون أن يلتقيا، حتى طلب منها الصياد أن يتقابلا في نفس المكان في الغابة الذي رآها فيه لأول مرة، وافقت الفتاة وحضر الصياد مبكراً إلي المكان لتحضيره وقد جهز خاتم زفاف رقيق ليتقدم لخطبتها، جاءت الفتاة وفرحت كثيراً بشكل المكان وعندما أخرج لها الصياد الخاتم بدأت الفتاه بالبكاء، فأصابه القلق وسألها ما خطبك ؟ فأخبرته الفتاة أن والدها سيقوم بتزويجها من رجل غني وأنها لا تحبه ولا تريد الزواج منه ولكنها لا تستطع أن تعصي والدها . ذهب الصياد علي الفور إلي والدها وطلب يدها ولكن والدها لم يقبله لأنه صياد فقير وحاله بسيط، وعندما ألح الصياد كثيراً علي والد الفتاة، قال له والدها إن كنت تريد حقاً أن تتزوج من ابنتي عليك أن تقوم بجمع ضعف أموال الرجل الأول خلال أسبوع واحد فقط، إحتار الصياد كثيراً في أمره وكان لا يدري ماذا يفعل .توجه إلي بائع عقارات وباع منزله وأرضه، وخرج يبحث عن عمل، وبدأ يعمل ليل نهار في أكثر من عمل، ولكن في نهاية الاسبوع لم يستطع الصياد أن يجمع إلا مبلغ قليل من المال .ذهب إلي منزل الفتاة فوجد حفلة خطوبة ووجد حبيبته ترتدي فستان جميل ولكن لم يجد الخطيب بجانبها، وقف الصياد مندهشاً ولكن فجأة خرج أبوها مبتسماً له وقال : أنت الذي تستحق ابنتي حقاً، فلا أحد سواك سيهتم بها ويبيع كل ما يملك من أجل أن يحصل عليها، وتزوج الصياد بالفتاة وعاشا حياة مليئة بالفرح والسعادة .