مكتبة الأدب العربي و العالمي

بيت العز

الأديب احمد حسين عبد المنعم

خاطرة رقم (247) : * بيت العز * ———————————————— كنت صغيرا لكن ذكريات ذاك البيت لا زالت تشغل حيزا كبيرا من ذاكرتي . بيت واسع ما ان تدخله تشعر بالحب والخير يملاه، فيه غرفة واسعة انها غرفة الضيافة فراشها من صوف مغطى ببساط . في وسطها كانون فحم وضع بجانب جمراته دلة من القهوة العربيةالسادة، قهوة مرة الطعم رائحتها تجوب ارجاء البيت اعتادت والدتي تحضيرها باكرا، والى الزاوية وضعت بقية الدلال اللامعة،
كان بيتنا لا يخلو من الضيوف . فصاحب البيت معروف بحكمته وقوته وكرمه وقدرته على تسوية الخلافات بين ابناء بلدته كما وانه كان من وجهاء البلدة فما من نزاع نشب بين عائلات او اخوة او جيران الا وقد استطاع حله، ولم تقتصر قدرته على حل الخلافات بين ابناء بلدته فقط فقد استنجد به زعماء القرى المجاورة وطلبوا مشورته، انه سيد البيت انه سيد الرجال عاش كسلطان . غرفة نومه فيها سرير نقشت عليه رسومات لو تمعنتها لوجدتها لوحة فنية، الى جانبه خزانة كبيرة تبدو وكانها تحفة نادرة والى الزاوية وجدت علاقة ملابس علقت عليها عباءة قمباز حطة وعقال .
على الحائط مرآة كان ينظر اليها عدة مرات في اليوم يرتب ملابسه ويتحقق من مظهره فاعتادت رؤيته كل يوم . فجاة رحل سيد الرجال وطال انتظارها له ظنا منها انه سافر كعادته وسيعود لكن رحيله كان بلا عودة بكت عليه بحرقة وحسرة لقد ترك بصمة في كل مكان . وداعا سيد الرجال . وداعا ايتها الروح الطاهرة لترقدي بسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق