من مجموعتي غير المنشورة (لزوميات مغترب)
===================
نداء البرِّيَّة
حتّى الكلابُ تقدِّرُ الإنسانا *** وبما استطاعَت تشكرُ الإحسانا
ونرى الذي مثواهُ أكرَمنا إذا استغنى، بفضلِ عطائِنا، ينسانا!
ونرى الذي كنّا نواسيهِ، إذا *** ما شيكَ، في الأرزاءِ ما واسانا
كنّا نبلسمُ، بالفعالِ، جراحَهُ *** لكن، ولو بالقَولِ، ما آسانا
ونرى الذي كنّا نقدِّمهُ ونؤثرهُ على أطفالِنا ونِسانا
كرَمًا كسَوناهُ عباءةَ عزِّنا *** ويظنَّ، بالإفكِ، الهَوانَ كَسانا!
======
كنّا نقول إذا استغاثَ ولم نكُن *** بجوارهِ في الحالِ: ما أقسانا!
والنَّذلُ يجعلُ إصبَعًا في أذنهِ *** يخشى بأن نُبدي لدَيهِ أسانا
ونراهُ يستغشي الثِّيابَ، وكم على الأصحابِ تاهَ بأنَّهُ مَسّانا!
لم يدرِ أنَّ الحرَّ يقطعُ كفَّهَ *** كي لا يراها تطلبُ الإحسانا
وبأنَّ من خسرَ الجِمالَ ولم يهُن *** ما همَّهُ أن ضيَّعَ الأرسانا
=====
كم قد نعدِّدُ من صِحابٍ أنكروا *** مَعروفَنا! نُكرانُهم قَسّانا
كنّا إذا عصفَت بهم أنواؤهم *** ركبَت عزائمُنا الوَفا فُرسانا
كانت مرافئُهم شَغافَ قلوبِنا *** فعلامَ صدَّ جُحودُهم مُرسانا؟!
فأجابني شيخٌ حكيمٌ عارفٌ: *** ما كلُّ مَن وَلدَ الوَرى إنسانا
======
فأجبتهُ: إنّي لأعلمُ، إنَّما *** ما كنتُ، مِن إصلاحِهم، يأسانا
كم صبَّ حسّانُ الخمورَ بشعرهِ! *** ومديحُ أحمدَ ما اصطَفى حسّانا!
كفرَ الغساسِنةُ الألى، لكنَّما *** بُشرى ابنِ مريمَ من هَدت غَسّانا
واللهُ يَهدينا الصِّراطَ بفضلهِ *** وإذا يَشاءُ، بذنبِنا، دَسّانا
لسنا بمَن منُّوا وآذَوا، إنَّما *** ذِكرى لهم، فعساهمُ … وعَسانا …
الظهران، 8.6.2020 جواد يونس
#نداء_البرية