مِنْ أينَ أبدأُ؟ ومَنْ أعزي؟ ومن ألوم؟ الأسر التي زرعتْ العنفَ بين أبنائها، المدرسة التي عجزتْ أن تستلَ تلك السخيمةَ من نفوس الأطفال، السلطة الفلسطينية المرهقۃ الرخوة في التعامل مع الخارجين على القانون والنظام وأشكال الفوضى.
إنه لوجعٌ يَمُضُّ المجتمعَ الفلسطيني: وجَعُ الفقْد علی هؤلاءِ الضحايا الذينَ تُزْهَقُ أرواحُهم لسببٍ بَخسٍ مهما كان، ووجعُ الفوضی الظالمۃ التي تستبيحُ أمنَ واستقرارَ الناسِ في بيوتِهم، فتهددَ مستقبلَهم، وتدفعَ أولادَهم لما يكرهون. وتُحوّلُ المجتمعَ إلی شريعۃِ غابٍ، وذئابٍ تنهشُ بعضَها بلا رادع خلقي أو إنساني، وتجرُ الناسَ إلی أتونِ الفتنِ الأهليۃِ المهلكۃ، وتفرضُ عليهم شراً ترفضُهُ وتلفظُه النفوسُ النقيۃ، ويحاربُه العقلُ الناضجُ السَّوي بكلِ حكمۃٍ وسِعۃِ صَدْر، ويتصدی له العقلاءُ وأصحابُ الهممِ والنخوۃ،ِ ويغلقون أسبابَه، ولا يقفونَ متفرجين متنصلين من دورِهم الوطني تحت ذرائعَ شتی، ومن مسؤولياتهم تجاه مجتمعٍ أعوزَ ما يكونُ للتضامنِ والتكافل، للوحدۃِ ولَمِّ الشّمل، وليس للاقتتالِ والإحترابِ والإنشغالِ ببعضٍ، فيمايتنمّرُ علينا العدو الصهيوني صباحَ مساء.
إن مجتمعنا الفلسطيني لهو المكلوم وهو المُعَزّی والمُعَزِّي
فأقولُ لأهل الضحايا وذويهم من الجليل إلی الخليل من البحر إلی النهر ألهَمَكُم اللهُ الصبرَ وكان في عونِكم.
وأتقدم بأحر التعازي إلی الأخ مسعد العمار وآل عمار علی هذا المصاب الجلل.