تستوقفني كثيرا تلك المواقف البراقةً التي نعتز بها اعتزازا كبيرًا بمقدار ما نلمسه في أناس نذروا انفسهم واوهبوها لخدمة الانسانية ، فكانوا منغمسين بعمق في احداث الحياة الجارية بسبب كورونا الوباء والبلاء … وجدت ومن خلال متابعتي على صفحات التواصل الاجتماعي ان الجيش الأبيض يحصد جموع الشاكرين لهم، وانا لا انكر فضلهم وتضحياتهم طبعًا لكونهم الأكثر قربا من بيت النار المستعر بوباء بغيض… كيف لا وهم الاكثر قربًا وتعاملا مع المصابين منذ بدايات التشخيص وحتى يكتب الله النجاة او السجاة في وداع حزين.. وقد طالعتنا كثير من دول العالم وفاء الفلسطيني في تقديم واجبات طبية يتراجع عنها بل يتهرب منها كثير من ابناء شعوب الدول ذاتها.. ليس بغريب على شعبنا الذي عانى من الويلات بأن ينخرط في خضم الأحداث ويداوي المرضى ويسعف المكلومين المصابين …أصبحت الخطورة الان تتزايد مع فقدان السيطرة في دول كثيرة ومنها امريكيا وأسبانيا وإيطاليا مع توقعات بالسيطرة الكبيرة بحدود شهرين ولكن المخيف اكثر هو توقعات أن يعود الوباء مستشريا في فصلي الخريف والشتاء المقبلين … ويبقى الأمل بايجاد لقاح للمصابين وغير المصابين هاجسا يستشرف المستقبل للبشرية جمعاء وينقذهم ما هم فيه… وبين هذا وذاك نفذت الترسانة الطبية من معدات واجهزة ولوازم وادوية حتى بات الجيش الأبيض لا يستبدل معظم استخداماته بل يعقمها مما ينضوي على ذلك جزء من المخاطرة لطرفي المعادلة من جيش ابيض ومصاب يأن تحت وطأة الألم والخوف … وحيث ان الاعتقاد السائد ان المناعة سيدة المقاومة لهذا المرض تبقى البيئة العربية التي يعتمد عليها الناس في الكثير من الأغذية الطبيعية وبضمنها التمر والبرتقال والليمون وزيت الزيتون والزيوت الطيارة، عدا عن نفور الناس وابتعادهم ايضا عن مأكولات يحرمها الشرع وقد ثبتت أضرارها للبدن وبالتالي تزداد المناعة بالابتعاد عنها.. يقف ما ذكرت جانبان مهمان للوقاية الصحية لرفض العدوى … ان ما اسلفت به مدعاة الى أخذ الاحتياطات اللازمة والتي دخلت ثقافة الافراد واصبحت منهجًا سلوكيا يمارسونه في الحياة الخاصة والعامة ومنها التعقيم واللباس وغيرها من الاحتياطات في التعامل مع المرضى او الآخرين …من هنا علينا ان نرفع القبعات احتراما لجيش الانسانية الأغر الذي يميل لونه الأبيض للزرقة احيانا فما هو الا انعكاس لعنفوان السماء في ذات البشر …ان تقاطع مسؤوليتكم الأخلاقية تتقاطع مع مسؤوليتكم المجتمعية بل الإنسانية عموما…إليكم ايها الجنود المجهولون عظيم محبتي وعنفوان انتمائي فأنتم تجسدون قيم الانسانية أنى كانت والتي مهما تباعدت يبقى الفلسطيني جوهرها لقاء تفانيه المفرط في إنقاذ البشرية رغم نكبتنا ؛ لاننا جبلنا على الخير جيلا بعد جيل والى ان تقوم الساعة، سيبقى الجيش الابيض الفلسطيني ثلجًا يطفيء لظى الوباء في فلسطين وغيرها من اصقاع المعمورة . وما حال لسان خاطري الا ليهج وبهيج بهذه الثنايا التي تعجز فيها المفردات بإعطاء وصف يستحقون لانهم فوق ذلك بكثير لقاء صفاء نفوسهم وطهارتها وبذلها وعطائها جزاكم الله كل خير وفير ووفقكم وجنبكم كل مكروه .