أشكال النضال والكفاح المشروعة متعددة، فهنالك النضال الشعبي الميداني، والمنشور السياسي، والتظاهر ورفع الشعارات، والاجتماعات والمسيرات الجماهيرية، والاضراب العام، فضلًا عن النضال البرلماني، الذي لا نعول عليه كثيرًا، ولا يعتبر الأساس في النضال لأجل تحصيل الحقوق، ولكن تبقى الكنيست وسيلة نضالية ومنبر احتجاجي لإسماع صوتنا وطرح همومنا وقضايانا الحارقة.
لكن هنالك مَن يدعو للمقاطعة من قبل حركات سياسية فاعلة في مجتمعنا، كأبناء البلد، والحركة الإسلامية الشمالية المحظورة، وشخصيات وطنية واعتبارية لها مكانتها في المجتمع العربي.
وبهذا الصدد نقول للداعين للمقاطعة إن الذين يصوتون للبرلمان ليسوا أقل وطنية من سواهم، ومن يدعو للمقاطعة ليس أكثر وطنية والتزامًا من غيره، وانطلاقًا من ذلك فالمزاودة التي تعودنا عليها وباتت مكشوفة غير نافعة ومجدية.
وفي الحقيقة أن الكنيست ليس مربط خيلنا، ولكن لماذا نلغي هذه الوسيلة النضالية لإسماع صرختنا وصوتنا الاحتجاجي على القوانين المشرعة ضدنا، التي تتزايد في كل مرة أكثر من سابقتها.
إن حملات التحريض السافر والممنهج، التي توجه الينا سهامها السامة بين الحين والآخر، من قبل حكام هذه الدولة المحتلة ومن قيادات الاحزاب الصهيونية خصوصًا نتنياهو، الذي يرى في وحدة جماهيرنا العربية الخطر الذي يهدد مستقبله. وعليه فإن الرد على التحريض الأرعن الذي يزداد ويتعمق ويشتد علينا، ويحمل طابعًا عنصريًا وشوفينيًا، يتطلب توطيد لحمتنا وتعزيز وحدتنا وتوسيع مساحة القائمة المشتركة، رغم انتقاداتنا الكثيرة لسلوك ومواقف ونهج عدد من قياداتها.
إننا ونحن نقف على بعد أمتار قليلة من الانتخابات وعملية الاقتراع، فإن المهمة الأساسية هو تعزيز قوة التمثيل العربي، بدعم المشتركة ونبذ كل الأحزاب الصهيونية، التي تنهج وتعتمد سياسة عنصرية واحدة ضدنا، وتتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية المشروعة.