الرئيسيةمقالات

مرور 11 سنة على رحيل الروائي العالمي المبدع الطيب صالح “رحمه الله “،

كتبت الاعلامية عايدة القمش

يوافق اليوم ذكرى مرور 11 سنة على رحيل الروائي العالمي المبدع الطيب صالح “رحمه الله “، الذي أطلق العنان لنمط من الرواية الحديثة العربية، ودفع بها إلى مدارات العالمية ،ولا زلت أستذكر حيويته،وتواضعه،وثقافته،خلال لقاءاتي المتعددة معه في قاهرة المعز التي يعشقها،منتصف العام 2002، حيث كان لي شرف أعداد حلقة خاصة عنه لبرنامج”ضي القمر” للفضائية السودانية ،من تقديم المذيعة المتألقة كوثر بيومي.

ومن خلال الحوار معه آنذاك عبر الأثير تحدث حول قضايا شتى لمسنا الكثير من هذه الشخصية المبدعة ،حيث تجلى في الرد على تساؤلاتنا برحابة صدر،,وبشاشة وجه،وابتسامة لم تفارق محياه طوال 90 دقيقة.

والطيب صالح شأنه شأن شاعره الأثير أبي الطيب أحمد بن الحسين الملقب بالمتنبي، ملأ الدنيا وشغل الناس وتوطدت مكانته في الآفاق العربية والأعجمية، ومن آيات ذلك أن الكثرة الغالبة من النقاد رأت في أعماله الروائية فتحاً جديداً في عالم الرواية العالمية، فقد وضع بصماته على بناء الرواية شكلاً ومضموناً وأصبح رمزاً ومعلماً يقتفي آثاره كل المبدعين الذين ينشدون التميز في الفن الروائي
والقارئ المتأمل لأعمال الطيب صالح الروائية لا جدال في أنه سيعيش هذا الثراء الفكري والفني المبني على أصالة الفكر وثراء التجربة الإنسانية، استقراء وتحليل واستجلاء واستنباط دقائق الحياة ورحابة الخيال وحب الاستبصار والتعبير عن كل ذلك بلغة شاعرة تتميز بالرصانة والجزالة والوجدانية المتفردة الموحّية.

هذا الصيت الرحب الواسع الذي حققه باقتدار يُعلمك أن أعماله الروائية نشرت وقرئت في عشرين لغة حية.. والطيب صالح مفكر موسوعي الثقافة مفتون بدرجة من الدرجات بعلم المستقبليات الذي ينضوي على دائرة واسعة من العلوم المعاصرة، ولكل هذا فإن إسهاماته المتميزة في العديد من المنتديات الفكرية تمثل إضافة حقيقية في استكشاف محاور وأبعاد الموضوع مثار الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق