وسواء كانت سيناء في خطة التقسيم أو لا، والأخيرة مستبعدة، لأن أصل فكرة الدولة الصهيونية قائمة على حدود أكبر بكثير، بحسب المعتقد، من تلك الحدود التي رسمتها خطط ترامب في صفقته الأخيرة، لكن الإدارة الصهيونية، وهي تعمل بشكل استراتيجي، مقبول لديها القبول بهذه الخطة كحل مبدئي يمكن البناء عليه في المستقبل، لاسيما أن حل اقتطاع سيناء حل غير منطقي الآن في ظل العمليات العسكرية المستمرة منذ ست سنوات في سيناء، وحالة الرفض الشعبي للنظام الحالي في مصر لاسيما بعد تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير وما تبعه من رفض شعبي كاسح للخطوة، وإن كانت بالأساس جزءاً من الصفقة الكبرى التي تأجل تنفيذها، لذا فالخيار هو منطقة صناعية وتجارية كبيرة في سيناء توفر فرص عمل للفلسطينيين والمصريين على السواء تمهيدا لدفع الفلسطينيين إليه في المستقبل، وهي الخطة التي طرحت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك والتي أوقفتها ثورة يناير في مصر.
وعودٌ على أهداف الخطة الصهيونية ببناء دولتها المزعومة، هذه الدولة لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تكون دولة قوية على حدودها، ومن ثم فإن خيار التقسيم والإضعاف وإدخال مصر في دوامة الصراعات أحد الحلول المطروحة من أجل الوصول لهذا الهدف، وإن كان النظام الحالي، يعد كنزاً استراتيجياً، بشهادة قادة الكيان الصهيوني، فإن احتمالية قيام ثورة في مصر عليه احتمال وارد، يطيح بحليف يحمي حدود الكيان المزعوم ويمهد لتوسيع دولته المأمولة، لذلك فإن إدخال مصر في دوامة العنف المدروس خيار مهم في الفترة الحالية، فالعمل المسلح في سيناء يغذيه الكيان الصهيوني بيد ويقصفه بيد أخرى، وتأجيج فكرة الدولة القبطية في ظل تقارب الكنيسة المصرية مع النظام بداية حقوق أكبر للأقلية المسيحية في مصر، ورفضاً لوصاية القوانين المبنية على الشريعة الإسلامية، أو حتى مرجعيتها، يتبعه خطوات لاستقلالية أكبر من خلال تشريعات، ثم مناطق تجمعات وصولاً لدولة قبطية في الجزء الغربي من جغرافيا مصر الحالية.
وعلى غرار مطالب الأقلية المسيحية، ستؤجج المطالب النوبية بدولة مستقلة، بعد أن يبدأ الأمر بتوسيع نوعي لنشر الثقافة النوبية التي أنجزتها (الحضارة) النوبية منذ آلاف السنين، وهي الخطة المدشنة منذ ما يقرب من عشرين عاماً صعوداً وهبوطاً على السطح في أوقات الحاجة، وسيكون وقتها قد حان في حينها، ومن ثم فإن سيناء ستكون نهب لخطة تقطيع الأوصال بحجة وجود نحو 35 ألفاً من البدو المتواجدين في سيناء ترجع أصولهم إلى مدينة بئر السبع الفلسطينية، كقبيلة أبو عمرة، هو ما سيكون مبرراً لفصل سيناء في المستقبل.
صراع قيادة المنطقة وتوازن القوى فيها صراع نشأ مع ظهور الكيان المحتل، وفيما يبدو أن الدولة الأقوى في المنطقة، بعد الكيان المدعوم أمريكياً وأوروبياً، آن الأوان للتخلص منها بعد أن تم تفتيت العراق وسوريا لصالح الكيان المحتل، ولن يكون أفضل من النظام المصري الحالي لتنفيذ المسكوت عنه في صفقة القرن.