مقالات

متلازمة داون طاقة وليست إعاقة “

د. علي موسى الموسوي مؤسسة فرحة يتيم الدولية للعمل الخيري والإنساني "

مع أصحاب القلوب البيضاء ملائكة الأرض
يظل ذاك القلب الأبيض هو الأكثر تميزاً بين الجميع هو ذاك القلب الذي لا يحمل سوى حباً للجميع من لايعشقهم وهمّ أنقى القلوب؛

” هل هناك مكان لي ” عنوان العرض المسرحي الموسيقي والذي عرض في أوسلو على خشبة مسرح التنوع النرويجي
والمسرحية سابقة في مجال دمج هذه الشريحة اجتماعياً عن طريق الفن وقد لا توجد أي طريقة أخرى لفهم الإنسان إلاّ من خلال الفن” بهذا التشريح الانسانيّ العميق وأنه يملك قدرة استنطاق الذات لدرجة تتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه بشكل بصري أو صوتي أو حركي، وما الفنان إلا ذلك الإنسان الحامل لمشعلِ ذلك الضوء المسكوب في عتمات ارواحنا على شكلِ رسالة نبيلة لكل من يحيط به ومن خلال حواس تواصلية تقوم بإرسالها وترسيخها كقيم متوارثة من جيل إلى آخر .

الجدير بالذكرِ هنا ان الفنون بجميع أشكالها وصنوفها هي عبارة عن ترجمة لأرض الواقع ولما يجول في بطانة النفس البشرية من تخيلات وتساؤلات وتأملات كونية واخرى روحانية تدخل هي الاخرى مدار الحس الفني لان الفن وصوره المتعددة لا يمكن اعطائها صفة البقاء إلاّ اذا اقترنت بالروحانية، أما إذا كانت غير ذلك فهي اذن ليست اكثر من نشاط بايولوجي بشري فيه من الموهبة اسماً ومن الروح عدماً ولو جئنا الى رسالة الفن في الارتقاءِ بذائقة الانسان الى اعلى مراتب السمو، هنا تحديداً يشترط بمضامينها الانفتاح وضمِ المختلف لان كل الرسائل عاجزة ولن تصل الا إذا اقترنت بالاخر ليصل بذلك مفهوم الفن ورسالته الهادفة الى قاع الواقع الخفي واشعارهِ بمعاني الجمال فلا يمكن للفن ان ينفصل عن الإنسان المُتعب ويساعده في خلق البهجة مهما كانت النفس ضائقة فانها بالفن تسعد وبالجمال تتلون وبالمشاعر الانسانية ترتقي لان الفن ليس تعبيرا بل هو فكرة هائلة بكل ما تحمله من مشاعر إنسانية تجاه مقتضيات الحياة المشوهة والنفوس المنكسرة لتشيع فيها الحب والطمأنينة هكذا شاهدت المخرج شوان وحيد مجموعة إنسان يترجم الفن بجوهر رسالته الإنسانية السامية والتي يدمج من خلاله ذوي الهمم في المجتمع بطريقة احترافية عالية وهو يتحسس الوجع الذي يعانوه


لان صناعة الظاهرة الانسانية في حياتنا المبعثرة لا يمكنها الاستمرار إلا اذا كانت مشتقة من بطانة الذات الجريحة، لذلك شكل شوان وحيد ظاهرةً إنسانية في مسرح التنوع النرويجي ونموذجاً مُشرفاً لإحتضانِ الأمل وتنشئته في سنوات التكوين من خلالِ تنميةِ مواهبهم وتحفيز قدراتهم الابداعية لتزهر حياتهم وتنبت من جديد من خلال آليةٍ وبرنامجٍ تربوي وفني داخل المسرح .

إغلاق