مقالات
نظرة في شعر شاعر الأمة محمد ثابت ★ بقلم آمال عز الديني

عالج شاعر الأمة محمد ثابت فى قصائده ِموضوعات ٍ كانت تشغل فكرَهُ هذه الموضوعات تتعلق بطبيعة الأنا والزمن فاستطاع أن
يروضَ نزعةَ التمردِ الممزوجةِ بالحرية فى الفاظهِ التى كثيراً ما ترتدي الأقنعة فنرى المفردات تخرج عن سياقها القاموسي لترتدي أقنعة ً دلالية جديدة
وقد نجح الشاعر فى التعامل مع البنية اللغوية التي ربما تتراقص حروفُها فى مضمارها اللغوي لتعكس تجربة ً فنية ً صادقة ً وعميقة ًوهذا ما بدا واضحاً فى استخدامه ِ للأزمنة فقد أفرط شاعر الأمة محمد ثابت فى استخدام الزمن المضارع ربما للدلالة على حيوية وواقعية مشاعره التى نراها تارة ً متألقة ً وتارة ً أخرى ساخرة ً وتارة ً أخرى لا نستطيع تحديد منبعها أو خط توجهها من خلال مناوراته ِ اللغوية فى التنوع بين الإشارة والغائب والخطاب ولكن فى كل الحالات تعكس الحالة الفنية حالة ً إبداعية ًمتمردة ًوإذا كان أبو نواس قد نجح فى كسر عمود الشعر فإن شاعر الأمة محمد ثابت قد نجح فى كسر الشكل وعدم التعامل مع شكل القصيدة العمودية على أنها قوالب ذات مضامين متجمدة بل اعتمد على القالب العمودي وخرج من جمود القالب التقليدي باستخدامه ِ الألفاظ الحديثة التي تقترب فى مضامينها من لغة العوام .
كما اهتم شاعر الأمة محمد ثابت بعناوين دواوينه ِ “إلى امرأة غاضبة” ندرك أنهُ يعيش في العشق العذرى لأنه اختزل العشق والمرأة َفى الزمن الخفي كما نرى ازدواجية َ مشاعرهِ فى العنوان ” الأخير” وكأنه استبدلَ فكرة الصحبة فى المعلقات الجاهلية بقلبه الذى يقف معه على أطلال مشاعره ِفى فراغات أزمنة حديثة تضيف رشاقة ً فكرية ً لشكل القصيدة العربية الأصيلة
——
بقلم آمال عز الديني
تونس