شعر وشعراءمقالات

الشاعر الكبير أحمد سويلم يكتب عن شاعر الأمة محمد ثابت “عروس القمر وتجدد الرؤية”

هذا ديوان جديد للشاعر محمد ثابت.. ( يثبت) به موقفه العاطفي في عالم اليوم الذي توحشت فيه المادية.. وأثقلت القلوب والعقول.. وكادت المشاعر أن تنطفئ فيه وتهجر توهجها الإنساني.
وعنوان الديوان ( عروس القمر) يشى بما يضمه الديوان من رومانسية تجذب المتلقي من عالمه المملوء بالأحقاد والصراعات والأطماع.. إلي عالم الصفاء النفسي والصدق.. عالم يضيء فيه القمر ليل القلوب الظامئة إلي الحب.
ولنقف معا مع قصيدة ( هل تذكرين)
وهي قصيدة ترصد في صدق تلك التحولات التي تصيب العاطفة في مقتل .. ويخرج منها العاشق بجراح غائرة.. لكنه يظل بكبريائه شامخا لا يستسلم للأسى والنواح.. بل تظل الذكري وخزا في جنب من يخون هذه العاطفة.. يقول الشاعر

 


هل تذكرين حكاية
تروي لكل العالمين
حدثا عظيما في زمان الغدر
أن أبقي وفيا مثل كل الطيبين
هل تذكرين
وستعلمين من الذي لا ينثني
وعلي طريق الحب
قلبي ثائر لا يستكين
ماذا علي إذا وفيت
حبيبتى زمنا
وقد ولي زمان الصادقين

إننا هنا أمام واقع مرير.. استطاع الشاعر أن يجسده لنا بما يشبه الدراما التي تقوم علي الذكرى والحوار الداخلي ورفض الخيانة والهزيمة.
وربما نجد بعض القصائد التي تميل إلي المدرسة النزارية في رؤيتها من طرف خفي.. لكن شاعرنا سرعان ما ينخلع من هذا الميل ليكون صوته وحده النابع من داخله والمعبر عن تجربته الخاصة.
ونلاحظ أن وجوه المعشوقة لدي الشاعر متعددة.. لكنها ربما تشترك جميعا في أنها امرأة تستحق أن يعشقها الشاعر حتي بعد أن تبتعد عنه لسبب أو لآخر مما يقترب بالشاعر إلي عالم الفناء الصوفي.. يقول :
الحب ليس خطيئة وثنية
إبليس يرسلها لكل مغامر
الحب عندى قصة وقصيدة صوفية
ورضا الإله يجلها إجلالا
وأنا أعرف أن محمد ثابت قارئ جيد لتراث العشق العربي .. ومن ثم فهو يعتصر هذا التراث ويمزجه بتجاربه الخاصة ثم يجعله بين يدي القارئ وكأنه امتداد طبيعي لقصص العشق العذري. ولكن بصورة عصرية.
تهنئة مو القلب إلي صديقي العاشق المتجدد محمد ثابت وتمنياتي له بالمزيد من الإبداع.
َََ أحمد سويلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق