حكى الريّاش قال : كُنّا عند الأصمعي فوقف عليه أعرابي فقال: أأنت الأصمعي؟
فقال: نعم
فقال الأعرابي: أنت أعلم الحضر بكلام العرب؟
فقال الأصمعي: كذلك يزعمون.
فقال الأعرابي: مامعنى قول الشاعر:
وما ذاك إلا الديك شاربٌ خمرةٍ
نديمُ غُرابٍ لا يملّ الخوابيا
فلما استقل الصبحُ نادى بصوتهِ
ألا يا غُراب هل رددتَ رِدائيا ؟
ㅤ ㅤ ㅤفقال الأصمعي:
إنّ العرب كانت تزعم أن الديك في ذلك الزمان الأول كان ذا جناحٍ يطير به في الجو، وأنّ الغُراب كان ذا جناحٍ لا يطير به، وأنهما تنادما ذات ليلة في حانة يشربان، فنفد شرابُهما.
فقال الغُراب للديك: لو أعرتني جناحك لآتيتك بشرابٍ، فأعاره جناحه، فطار الغُراب ولم يرجع، فلذلك زعموا أنّ الديك إنما يصيح عند الفجر كل يوم ندماً، وإستدعاءً لجناحه من الغُراب.
فضحك الأعرابي وقال:
ما أنت إلاّ شيطان!.
ㅤ ㅤ
– منقول