هَـنـيّــةُ الـفـخـرِ يـا طـالـوتَ أُمَّـتـنـا
قـد جـاء جالـوتُ بالأَوثان والنُّصُبِ
ببَــسـطـةِ الـجـسـم والأفكار كَـرَّمَـه
ربُّ البريَّـة في الأهوال والـخُـطُـبِ
فـيـك افتخرنا على الايـام تـنـصرنا
يا مـصـدر الفخرِ للأَجيالِ لَم يَـغِـبِ
نبـعُ الرجولة والإخـلاص منهـجكم
واللـه كَـرَّمَـكـم في أشـرف الكُـتــبِ
قَـدَّمـت أَهـلـك والابـنــاء في دعَـةِ
ومـا اعـتراك ضـلال الـشـك والريبِ
عشتَ الحياةَ وما ضلَّـت مراكـبكم
وكان عـيـشـك بـين الـمـاء واللَّـهـبِ
أَنت الإمـامُ وكل الشـعـب ينـدبكم
يا نـفـحـةَ الخير في الايام والحقبِ
بـالـحـق تصـدَح والأيــام شــاهـدة
وعشت كالنسر فوق الغيم والسُّحبِ
ما كان يُـغـمـز غمـز الـتـين جـانبـه
صلب العـزيمة في الأَهوال والـنُّـوَبِ
يغشى المـواقـع لا يخـشى منـازلة
بِـقـوة الـحـزم والإقـدام في الـكُرَبِ
يخِفُّ للحربِ في عـزمٍ وفي جَـلََـدٍ
فَـهْـوَ الأبـيُّ وحَــدُّ اللَّــهْــذم الـذَّرِبِ
يُـطـارد الـظـلـــم والإيـمــان زيَّـنَـه
سِـبْـط الإمـام ونسل الخُـرُّدِ الـعُـرُبِ
تُـقـابل الـمـوت قبلَ الجُـنـدِ قادتُـنا
هُمـو الرجـال وفَـخـرُ السادة النُّجِبِ
ما كان يَقـربُ في الأيـام منـقـصـةً
ومـا احْـتـواه بَـريـق الوِرقِ والذهبِ
كم حاول الغدرُ ان يُـودي بخيمـتنا
فَـيَـفـرُ الـشـيخ مثل الـعـارم اللَّجِبِ
شيخ النـضـال على الجـوزاء قُبَّـته
رجـالُه الصـيدُ في الميدان كالشُّهُبِِ
ففي الجنان مع الأحفـادة يغمرهم
نـــور الإلٰـــه بِـكلِّ الـــوُد والـحَــدَبِِ
في قوله الصدق لا يهـوى مداهنةَ
في وجـهـه البِشْر مناع عن الصَّخبِِ
قد جاءك اليوم عبـدٌ من ثرى بلدي
فـاكْــرِمْ وِفــادةَ يـــا مـولاي كـلَّ أبِ
تبكي عليه نُـجـوم الليل في هلَـعٍ
والـغـيـدُ ترفع سِـتر الوجهِ والقُصُبِ
ليس البكاء على شخص يفارقـنـا
إن الـبُـكــاء عـلـى الأخــلاق والأدبِ
قد كان يَـحـفـظ للإسـراء مـنـزلـة
ويحفظ العهدَ في الأفعال والخُطَبِِ
أَشـراف أُمَّـتـنـا للـه قـد صَـعَـدت
بِـمـوكب الفَـخر تشـكـو رِدّةَ الـعـربِ
