مكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة وعبرة الجزء السابع والاخير/ د. رسالة الحسن
هل هذة ذاتها هي الشيخة ، لما أصبحت بهذا النحول والتعب ، واين خدمها ولما لايوجد أحد يقوم بخدمتها ، هنا أيقن الشيخ بأن هنالك أمر جلل قد حدث لها ، حاول أن يفهم منها شيء لكنها فاقدة للوعي غير قادرة على الكلام استشاط الشيخ وضاح غضبا وبعث بطلب الحكماء من كافة القبائل بالإضافة الى حكيم القبيلة الذي أكد أن الشيخة قد تناولت السم القاتل ومضى في جسدها ولا يوجد علاج لديه سوى طلب الرحمة من الله، لم يفقد الشيخ الامل وقالت زوجة الشيخ من يجرؤ على فعل ذلك اكيد تعرضت للدغة ثعبان وهي ناىمة إلا أنه لا توجد ايه علامة على وجود لدغة الثعبان على جسدها ، نظر إليها الشيخ قائلا ساعرف الحقيقه قريبا بعد أن تتماثل الشيخة للشفاء وعقاب الفاعل والخدم الذي قصروا بواجبهم تجاه سيدتهم سيكون عسيرا ، وكانت حالتها الصحية تسوء دون أن يجدوا دواء لعلاجها ، كانت هنالك عجوز تبلغ من العمر مائة سنة إلا أنها بصحة جيدة بفضل الله فقالت للشيخ هنالك علاج للشيخة وهو نوع من الطيور يعيش على أكل الأفاعي السامة وقد ابلغونا اهلنا أن هذا الطير اذا لدغت افعى صغارة يقوم بجرح نفسه ليخرج الدم منه ويشربه صغاره ويتشافوا من السم ، ولحسن الحظ كان موسم هجرة هذه الطيور ومرورها عبر وادي قريب منهم فقرر الشيخ الذهاب لصيد هذا الطائر إلا أن ولده طلب أن يذهب بنفسه لإحضار الطير ليرد ولو جزء قليل من فضل الشيخة عليه وفعلا وافق الشيخ وتوجه ابن الشيخ إلى ذلك الوادي بعد أن اسرج فرس أبيه التي تدعى رياح لسرعتها في الجري ، واستطاع اصطياد أحد الطيور ووصل قبيلته وكانت الشيخة تلفظ أنفاسها الأخيرة فذبحوا الطير وسقوها دمه أن دم هذا الطير هو ترياق بسبب طبيعة هذا الطير على أكل الأفاعي السامة فتحول دمه لترياق مضاد سبحان الله،
عادت الشيخة إلى وعيها وعندما سألها الشيخ عمن فعل ذلك ، وكان ابن الشيخ موجود طلبت منه عدم الكلام الا بعد خروج ابنه وفعلا خرج ابن الشيخ وفي رأسه الف سؤال واستغراب ، فوقف خلف الخيمة ليسترق السمع لما ستقوله الشيخة لوالده ,
قالت له الشيخة اريدك ان تعطيني عهد الله ورسوله بأن لا تقدم على عمل شيء بعد سماعك للقصة فعاهدها على ذلك لمعرفته برجاحة عقلها ، قالت له أن زوجتك هي من فعلت ذلك ،جاءتني ذات يوم بوعاء فيه حساء وطلبت مني شربه كونها هي من صنعته بيدها احتفاءا بزواج ولدها ، وخفت أن رفضت شربه تقول باني اشك فيها فهذا ماكانت تردده انت تخافين أن اسقيك السم ، لذا شربت الحساء وبعد ساعات شعرت بالألم وناديت على الخدم لكن دون جدوى حتى فقدت الوعي ، ولا اعرف ما حدث بعدها هنا شهر الشيخ سيفه ناويا قتل زوجته إلا أن الشيخة ذكرته بعهده وقالت له كيف تقتل ام ابنك الوحيد وكيف ستكون مشاعره تجاهك وانت تقتل أمه أنها سيئه نعم لكن قتلها سيسىء لولدك وسيقول الناس هذا الذي قتلت أمه كونها مجرمة كيف ترضى ذلك لولدك ، ليس ذنبه انك لم تحسن اختيار ام له ، هنا صدم الشيخ لرجاحة عقلها وقال في نفسه فعلا انا السبب اختياري كان خاطئاً منذ البداية ، فقالت له اتركها لله هو الذي سينزل عقابه عليها ، سمع ابن الشيخ حديث الشيخة وكرمها تجاه العفو عن أمه لما اقترفته من فعل مشين وتوجه نحو خيمة أمه وطلب منها الرحيل نحو ديار أهلها ، وأنه سيتكفل بكل احتياجاتها وسيزورها باستمرار ، علمت بداخلها أن ولدها يحميها من بطش والده وفعلا رحلت الى اهلها ، أما الشيخة فلم تعش طويلا بسبب اثار السم بجسدها رغم شربها لدم الطائر ، فقد توفيت بعد عشرة أيام وخيم الحزن على القبيلة وحزن الشيخ حزن كبيرا فقد فقد الزوجة والصديق النصوح والمستشار الأمين له ،الحكمة من القصة أن هنالك زوجات هن السند لازواجهن في كل وقت وحين بنات اصول ، وهنالك زوجات للاسف الشديد هن سبب في ذلة أزواجهن يجلبن لهم العار بتصرفاتهن وخذلانهن لهم .فيامعشر الرجال أحسنوا اختيار امهات أولادكم ليكونوا لكم العون والسند .
تمت بفضل الله…
د. رسالة الحسن