مكتبة الأدب العربي و العالمي
ألم لا ينسى..
عاشت تلك الفتاة حياة عادية في بيت أسرتها تدرس وفي نفس ذات الوقت تتعلم شؤون المنزل فكانت كما يقولون من الجامعة للبيت ومن البيت إلي الجامعة رفضت أن تتعرف إلي الشباب في أثناء دراستها فقد وعدت والدتها بذلك.
ولكن كان هذا الشىء غريب بالنسبة لصديقاتها كيف لها ألا تحب وتتحب فكل من في سنها يفعل ذلك لكنها كانت تؤمن بأن وبالرغم من ذلك لم يمنع ذلك أن يعجب بها بعض ممن معها في الجامعة ولكنها أصرت على عدم الانصات حتى لهم وكان فيهم من يود الارتباط بها رسميا وكانت زميلاتها يقولون لها فلان معجب بك ويريد الارتباط بك ولكنها كانت تقول لهم لقد وعدت أمي بذلك.
فقد كانت والدتها امرأة بسيطة غير متعلمة لكنها كانت تخشى عليها من التلاعب بها كما كانت تسمع من الآخرين وعن حكايات التي كانت تحدث بين طلاب المدارس والجامعات فأخذت منها وعدا بعدم الارتباط عاطفيا بأحد .
فكان مفهوم الارتباط عندها مرتبط بما يراه أهلها ولكن كان لها حق الرفض والقبول فبدأ الخطاب يطرقون بابها وكانت تقوم بالرفض حتى جاء من طرق باب قلبها عندما قابلته في تجمع عائلي وطلب يديها كان يكبرها بخمس سنوات ويعمل في إحدى الشركات في محافظة بعيدة وبحكم شغله يظل بمكان عمله ويأتي أجازة كل ثلاث أسابيع أسبوع ارتضت أوضاعه وتم الزواج أحست بحبه لها الذي شعرت به أثناء ولادة طفلها الأول عاشت معه عدة سنوات وكأي بيت كان يعاني ولكنها كانت لا تشعره بالتململ من الوضع صبرت وكانت لا تزيد حمله لم تطلب منه يوما شيئا جديدا ترتديه أو حتي طعاما تشتهيه وكانت لا تأكل كما يقولون أكلة حلوة إلا بوجوده فكانت تحبه أكثر مما أحبها وتخاف عليه أكثر مما ېخاف عليها. على هذا الحب أصدقائه في العمل وإخوته
حتى أخواتها يتساءلون كيف يتبادلا الرسائل إلى الآن دون ملل وكيف
يفهمون بعضهما من نظرة عين وليت الأمر توقف عند هذا الحد وإنما عقب بعض الجيران على ذهابه بدلا عنها لشراء مستلزمات المنزل
حتى لا بدأوا يتحدثون عنها فيما بينهم ويصفونها التي تسير زوجها وفق مشيئتها ورأيها.
ومع مرور الأيام أحست الزوجة أن هناك شيئا غريبا يحدث بينهما أحست بابتعاده رغم حرصه على القرب منها فهي إن تحدثت أمامه عن شيء أعجبها وهي تتسوق كان يشتريه لها بالرغم من ضيق الحال ولكنه بدأ يحدثها عن حال أصدقائه ويخبرها عابرا أنهم لا يتواصلون مع زوجاتهم إلا كل ثلاث أيام للاطمئنان على أولادهم وأشياء من هذا القبيل.
لتتسارع الأحداث بينهما دون أسباب لتقف الزوجة فجأة أمام نفسها تتساءل بحيرة كيف مرت عليها تلك السنوات الثلاث الإنفصال حفاظا على الود والأحترام ليخبرها زوجها بأنه لا يستطيع الحياة دونها وأن عليها نسيان أمر الطلاق وأن ما يحدث بينهما هي مشاحنات تنتهي سريعا .
وقف الزوج ذات ليلة أمامها بأعين لامعة يتمزج بعمقهما لمعة الحب والخۏف بإعداده رحلة خاصة لهما معا فقضت الزوجة برفقته أياما أعادت ذكرى بداية زواجهما إليها ولكنها لم تستطع محو تلك الظنون التي زرعها بداخلها فبذرة الشك نمت بأفعال زوجها الغريبة وتصرفاته المربية.
قررت الزوجة أن الشك باليقين لتنهي تلك المعاناة التي باتت تعيشها ليل نهار فبحثت حتى استطاعت حساب زوجها مستخدمة أحد أرقام زوجها التي توقف عن استخدامها
الكلام لم يوفر أي حديث إلا وقاله لامرأة آخرى
وأسرعت بمواجهته ليخر أمامها معترفا مخبرا إياها بأن فعلته ما هي إلا نزوة أستغفر الله كثيرا عليها وظن أنه سامحه عنها ودمع وهو يخبرها بأنه ما زال يخشى عقاپ الله على فعلته ويحرمه منها فهو أدرك بأنها من أصلح النساء وأفضلهم وأنها زوجة أفنت حياتها لإسعاده.
زوجها الذي جلس أسفل قدميها يرجوها السماح.
عادت الزوجة إلى رشدها وباتت تصلي وتستغفر لحظة ضعفها وظلت تفكر وكل ما كان يجول بخاطرها هو لها عليها وحبه لها الذي سكن
ملامحه وعينه بل ورفضه أن تعالج بأي حكومي كي لا تهان بالنظر أو الحديث
وبعد أيام وعلى مدى شهور حاولت الزوجة الهرب من شعورها بحبها له لتقف في النهاية
ازدرد لعابه وهو يخبرها بأنها زميلة له أوقعته
ولكنه سرعان ما عاد إلى رشده ليخبره أحدهم بعدما عنها بأنه تبدل بين الرجال كما تبدل بين أثوابها وهو الأمر
وها هي تراه يبذل كل ما بوسعه كي يعوضها ما فعله بها وسامحته كما أخبرته ولكن…
النسيان لم يعرف لها طريق فبداخلها سؤال لماذا زوجها وهي لم تقصر أبدا بحقه فهي كانت دوما له الزوجة بل والأم حين يحتاج أما.
وأعترفت أخيرا مع زفرتها أن رغم محاولاته إصلاح ذات البين
من قصص حكايا العالم الاخر