مكتبة الأدب العربي و العالمي
سر_المرأة_الجزء الجزء الثاني
إستدار سامر بسرعة نحو الصوت الذي كان سمعه قادمًا أسفل باب الحمام وتوجه مسرعا لينظر خلف الباب فلم يكن هناك اي احد فبدأ يتعوذ ويقرا فأدرك ان الارهاق قد نال منه وانه بحاجة الى راحة فأغلق باب الحمام وتوجه الى غرفة النوم حين تنتظره زوجته وهي قلقة عليه دخل اليها فسألته قائلة : كيف تشعر الان هل انت بخير ؟
فرد عليها سامر بقوله : لا تقلقي كل شي على ما يرام فقط انا اشعر بالارهاق و التعب بسبب حفلة اليوم فما رأيك لو نأجل دخلتنا الى ليلة الغد ؟
سكتت إلهام قليلا وقالت : لابأس المهم سلامتك أثناء نومهما سمعت إلهام همس وتمتمة من سامر الذي كان يحلم في منامه ويتحدث بصوت غير مفهوم رفعت رأسها اليه فوجدته يتصبب من العرق فأمسكت منديل ومسحت به على جبينه ثم وضعت راسها لتكمل نومها وهي معتقدة ان هذه هلوسة من اثار التعب .في الصباح إستيقظت مبكرة ونظرت الى زوجها فوجدته لا يزال نائم فأبتسمت وإقتربت منه قليلا لتوقظه قائلة : سامر سامر انهض لقد حل الصباح فتح سامر عينيه ببط ثم رفع رأسه والتفت اليها وما ان راى وجهها حتى اصيب بخوف ورعب شديد وصاح وهو يقول :
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من أنت ؟ انصدمت إلهام من كلام سامر وراحت ترتب على كتفه حتى يستعيد وعيه وهي تقول: بسم الله عليك أنا إلهام إستيقظ ياسامر ما بك ؟ راح سامر ينظر اليها وهو يرتجف من الخوف الى إن هدأ قليلا و إستعاد وعيه فتنهد بعمق وقال : لقد كان كابوس مفزع يا إلهام انا أسف
فسألته إلهام قائلة يالطيف كابوس ماذا شاهدت فقال سامر مفسرا في منامي شاهدت إمراة ذات عيون متوهجة تجري من خلفي وهي تمسك بفأس وتريد ان تقتلني لولا أني ركضت هاربا منها لكانت قد وصلت فقالت إلهام في فزع : قل اعوذ برب الفلق لا عليك ربما كان ذاك من اثر تعب او انك نمت على جنبك الايسر إنهض الان ودعنا نتناول إفطار الصباح فقد إقترب موعد قدوم اهلنا حتى يباركوا لنا . سكت سامر قليلا ونظر إلى وجه زوجته بعدما تذكر شيء : إلهام لا داعي ان تحكي لهم ما حدث ليلة البارحة وكما اتفقنا سنؤجل موضوع دخلتنا الى ليلة أخرى فأجابته إلهام موافقة : من هذه الناحية كن مطمئن لن اتحدث بشيء فهذه اسرار تخصنا ولكن أخشى ان تسألني أمي ما حصل فلا أعرف كيف اجيب فلست معتادة على إخفاء امر كهذا عليها . فرد عليها سامر قائلاً : اخبريها بأننا أجلنا الموضوع الى ليلة الثانية لاننا كنا متعبين من ليلة العرس .
نهضت إلهام وقامت بتحضير وجبة الإفطار الصباحية وما هي الا دقائق بعد تناول إفطارهما سمعت جرس الباب يرن فنهض زوجها وفتح الباب فوجد امه واخوته مع والدة إلهام واخوتها قادمين ليباركوا لهم باول صباح بعد ليلة زفافهم ..فنهضت إلهام لتسلم عليهم وتقدمت معهم الى غرفة الإستقبال ليجلسوا واثناء سيرها قالت لها أمها هامسة : من خلال ملامحك أعلم أنه لم يحصل بينكم اي شيء ليلة البارحة لما لم تنفذي ما اوصيتك به ؟ فردت عليها إلهام وهي متوترة :في حقيقة رجعنا من حفلة العرس ونحن متعبين ولم نستطيع أن نفعل اي شيء
فنهرتها أمها قائلة : اليوم تنتهي من هذا الموضوع هل فهمتي لا أريد ان يتحدث الناس علينا او ان أسمع كلام من أحد نفذي كما أخبرتك وبعدها أخبريني بما حصل
فحركت إلهام راسها موافقة على كلام أمها ثم إتجهت الى المطبخ لتحضر القهوة للصيوف. بعد دقائق من قدوم اهلهم جاء أشرف صديق سامر الى منزلهم ودخل معه الى غرفة الثانية وجلسوا يتناقشون في موضوع زواجهم فسأله أشرف قائلا : هل مضى كل شيء على مرام ؟ سكت سامر بضع ثواني واجابه قائلا : في حقيقة لم أستطع فجأءة شعرت بنفسي متعب واصابني دوار وغثيان ولم أستطيع ان اقترب من زوجتي او يحصل بيننا ما يحصل بين الزوجين لذلك اجلت موضوع الى ليلة الغد ضحك اشرف حتى يهون الموضوع في نظر صديقه وقال :
عادي جداً ياصديقي حتى انا حصل معي نفس الشيء في ليلة عرسي وأجلت الموضوع الى ثلاث ليالي هذه الامور أصبحت تحصل مع بعض الاشخاص لذلك لا ترتبك ولا تشغل بالك بها فحين رأيت وجهك اثناء قدومي اليك اعتقدت انه حصل معكما شيء اكبر لا قدر الله إذا كان هذا ما في المسألة فلا تكبر الموضوع سيمر كل شيء على ما يرام فأجابه سامر وهو يقول : إن شاء الله وكان ما يشغل باله هو ما يمكن ان يحصل في ليلة الثانية من العرس حتى أنه لم يخبره عن الصوت لي سمعه مع ذالك أحس ان كلام صديقه قد رفع من معنوياته قليلا وانه اصبح نفسياً اكثر إستعداد لليلة الثانية
من قصص حكايا ألعالم الاخر