اخبار العالم العربي

القضاء الباكستاني لم يصل بعد لمرحلة ( الشامخ ) !

الاعلامي التونسي المعز بن رجب

المحكمة العليا في باكستان تبطل اليوم الخميس 10 مايو/ آيار 2023 توقيف رئيس الوراء الباكستاني السابق عمران خان (70 عاما ) وتطلب الإفراج عنه فورا..
والشعب الباكستاني يستقبل عمران خان استقبال الفاتحين الأبطال لدى خروجه من مقر المحكمة العليا في العاصمة اسلام اباد.

العبرة

1- القضاء الباكستاني لا يزال نظيفا ولم يصل بعد لمرحلة “الشامخ” في مصر !!!
2- أنصار خان من حزب الإنصاف تحركوا فور ورود أنباء اعتقاله، وقاموا بالدعوة للنزول في الشوارع والتوجه الى مقرات الجيش للتظاهر، لأنهم يعلمون يقينا بأن قرار الاعتقال جاء من الجيش وليس من الحكومة أو أية جهة أخرى.
3- لا تزال العملية الديمقراطية في الباكستان تدار بقدر من النزاهة لأن هناك صحافة وقوى سياسية وشخصيات وطنية.
انظر مثلا لتصريحات الرئيس الباكستاني عارف علوي، وهو من يشغل هذا (المنصب الشرفي) في رسالة بعثها إلى رئيس الوزراء شهباز شريف (صاحب المنصب التنفيذي) وفقا للدستور، والتي قال فيها إنه “صُدم وشعب باكستان لرؤية مشاهد الحادث الذي أظهر إساءة معاملة رئيس الوزراء السابق أثناء اعتقاله، وإن تلك الطريقة شوهت صورة باكستان في المجتمع الدولي”.
هل تتوقع مثلا أن يصدر هذا التصريح من الرئيس المؤقت عدلي منصور عندما تم شحن اللواء أحمد شفيق وهو رئيس حكومة سابق من دبي الى القاهرة لمجرد صدور تصريحات من جانبه ضد الزعيم المذيع والقائد الفظيع هبفتاح الشيصي؟!!
لأ طبعا، عشان كده بيحصل كده.. ولو ما كانش بيحصل كده، مكوناش دلوقتي كده، بتعبير الشيصي !!
المهم يا سادة ياكرام، الرئيس الباكستاني قال في رسالة مكتوبة لرئيس الوزراء الباكستاني ما نصه، وراجع وكالات الأنباء لو مش مصدق:” عمران خان زعيم شعبي، ورئيس حزب سياسي يحظى بدعم كبير من الشعب الباكستاني) !!
شوف بقى تصريحات السياسيين المحترمين سواء اتفقوا مع عمران خان أم لا ؟!!

4- الدرس الرابع والأهم في هذه القصة هي أن الجيش في الباكستان يعرف حدوده ولا يتمادى ضارباََ عرض الحائط بكل شيء، أولاََ لأنه يحترم الشعب الباكستاني، وثانيا، لأنه يعلم انه ليس وحده على المشهد السياسي، وإن كان يدرك انه القوة الأكثر تأثيرا فى المشهد، لذلك فإنه لم يعاند ولم يستطع جنرالاته منع تراجع الجيش والرضوخ لأوامر قاضي المحكمة العليا ليتم إطلاق سراح عمران خان.
الحكومة الباكستانية أيضا تحركت بسرعة وأمرت بنشر قوات الجيش في العاصمة إسلام آباد للمساعدة في احتواء أحداث العنف التي اندلعت بعد حبس رئيس الوزراء السابق، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى واعتقال المئات.
وقال حزب حركة إنصاف المعارضة (وهو حزب خان) إن 4 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات وأصيب 20 آخرون.
وفي المقابل، قال مسؤولو الشرطة إنه تم توقيف أكثر من 1200 متظاهر خلال الاحتجاجات التي استمرت في أجزاء واسعة من البلاد.
وإلقاء القبض على 7 مسؤولين -على الأقل- من حزب حركة إنصاف المعارضة (وهو حزب عمران خان) بتهمة تدبير المظاهرات التي تلت اعتقاله، من بينهم شاه محمود قرشي الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة خان، وزعيمان آخران بارزان، هما (أسد عمر) و(فؤاد شودري).. وهنا يمكن أن نفهم أن حزب الانصاف ليس حزبا كرتونيا بل لديه كوادر وقيادات تستطيع إدارة أزمة في غياب زعيم الحزب الذي أثبت بهذا انه لم يكن يطبق مبدأ ( one man show ) سواء فى الحزب أو في سياسة أمور البلاد، والحدق يفهم !!

الخلاصة أو بتعبيركم الشائع (الزتونة) هي أن الشعوب الحرة تنتصر في النهاية.. ولا مستقبل للطغيان أينما كان.. الطغيان في شخص أو في حكومة أو حتى فى الجيش الذي من المفترض انه يحمي حدود البلاد ولا يتدخل في السياسة، غير ان الجنرالات الطامحين للسلطة يستخدمونه كمطية لهم.. لكن كل شيء وله آخر يا باكستان !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق