” روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “إنما مثلي ومثل عثمان رضي الله عنه كمثل ثلاثة أثوار كانت في غابة شجرها كثيف : الثور ألابيض، والثور ألاسود، والثور ألاحمر، ومعهم أسد، فكان الاسد لا يقدر عليهم لاجتماعهم عليه، فقال الأسد للثور الأسود والأحمر: “إنه لا يدل ويعرضنا للخطر في الغابة إلا الثور الأبيض، فإن لونه فاقع وشديد البياض وجاذب للناظرين , ولوني على لونكما ، فلو تركتماني آكله خلت لكما الغابة وصفت”، فقالا: “دونك وإياه فكله”، فأكله، ومضت مدة على ذلك، ثم إن الأسد قال للثور الأحمر: “لوني على لونك، فدعني آكل الثور الأسـود”، فقـال له: ” كله ، فأكله، ثم بعد أيـام قال للثور الأحمر: “إني آكلك لا محال”؛ فقال الثور الأحمر: “دعني أنادي ثلاثة”، فقال الأسد: “افعل”، فنادى الثور الأحمر: “إنما أُكلت يوم أُكِل الثورُ الأبيض” قالها ثلاثاً، ثم قال علي رضي الله عنه: “إنما هنت يوم قتل عثمان رضي الله عنه”، ثم رفع بها صوته.
تفسير القصة:
«أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض» قصة عربية، ومثل يضرب عند الشعور بالندم على التفريط والضعف والتهاون في الحقوق، والإحساس بالتشتت والضياع والفرقة , فالأمر يبدأ دائماً بالغير وينتهي عندك فاحترس ولا تضع نفسك فريسة للخداع ما يطال غيرك يطالك.
الوحدة قوة منيعة تصدُّ أشدَّ الأخطار، والتعاون أساس صلب في بناء الأسر والأوطان».
القصة تبرز أهمية الاتحاد وتجميع الصف والكلمة والمصير المشترك، تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا، وإذا افترقن تكسّرت آحادا».
للاسف هذه القصة تعكس وضع وواقع الامة العربية من المحيط الى الخليج , حيث أعدائهم ينفردون بهم كل على حده و يتغلبون عليهم لتفككهم وعدم دعمهم الواحد للآخر عند اعتداء الاعداء عليهم , ولو وقفوا معا يد واحدة لما تجرأ الأعداء التمادي والاعتداء عليهم .
الدكتور صالح نجيدات