في السنوات الأخيرة، ظهرت المنتجات العضوية كبديل صحي عن المنتجات العادية لجهة تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض. والمقصود بعضوي هو كل منتج يتم زرعه وحصاده وتصنيعه بطريقة عضوية، أي طبيعية وخالية من أية مواد حافظة أو كيميائية يمكن أن تعود بالضرر على الإنسان والبيئة.
ومن المنتجات العضوية التي يقبل الناس بكثرة على تناولها حالياً، الحليب العضوي الذي يُستخرج من ماشية تمت تربيتها وفقاً لأساليب الرعي والزراعة العضوية. ولمعرفة المزيد عن هذا الأمر، كان لنا هذا الحديث الشيق مع كريستل بدروسيان، أخصائية تغذية في Hortman Clinicبدبي شرحت فيه معنى عضوي، والفرق بين الحليب العادي والعضوي، إضافة لأهم فوائد تناول الحليب العضوي للكبار والصغار معاً.
ما المقصود بكلمة حليب عضوي
قبل الحديث عن مميزات وفوائد الحليب العضوي، ينبغي لنا تعريف ما هو العضوي. فالأطعمة العضوية هي كل أصناف غذاء تمت زراعتها وعلاجها وتصنيعها بطريقة عضوية تحمي البيئة وضمن معايير محددة مصرحة من قبل هيئات معينة مثل USDA في الولايات المتحدة.
وتتم زراعة هذه الأطعمة ومعالجتها من دون استخدام الأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية، لا تتعرض للإشعاع ولا يتم تغييرها أو تعديل الجينات الخاصة بها؛ بمعنى آخر هي أطعمة غير معدلة جينياً GMO. كما أن الحيوانات التي نحصل منها على اللحوم ومشتقات الألبان وغيرها، لا تُغذى على أية هرمونات أو مضادات حيوية.
لكن من الضروري العلم أن الأطعمة العضوية لا تخلو من المبيدات الحشرية، ولكنها مبيدات طبيعية وغير صناعية أو اصطناعية.
فيما يخص الحليب العضوي، فإنه يخضع لمعايير شديدة وصارمة ما يعني أن هذا النوع من الحليب لم يدخله مبيدات اصطناعية أو هرمونات ولم يتم تعديل جيناته أثناء التصنيع، كما لا يحتوي على مواد مُصطنعة أو مواد حافظة. ويتم تصنيع هذا الصنف من الحليب من قبل الشركات للحفاظ على البيئة والخروج بنوع مغذي لم تدخله أية مواد إضافية غير طبيعية.
لهذا نشجع على قراءة الملصقات لمعرفة ما إذا كان المنتج العضوي هو مرخص “عضوي” بنسبة 100% أو أقل، ما يعني أن جميع مكونات هذا المنتج هي مرخصة عضوية. وإذا كان الملصق يحمل عبارة “عضوي” فقط، فهذا يعني أن المنتج مرخص عضوياً بنسبة 95%، أما في حال حمل الملصق عبارة “تم صنعه بمكونات عضوية”، فهذا يعني أن 70% على الأقل من المواد الموجودة في هذا المنتج هي مرخصة عضوياً.
إذن هناك 3 ملصقات توضع عادة على المنتجات العضوية، يجب معرفة التمييز بينها.
هل الحليب العضوي صحي أكثر للإنسان
عند الحديث عن الحليب العضوي، يتساءل البعض عما إذا كان هذا النوع غير صحي للإنسان، لكن ليس هناك أي صنف من الطعام يمكن القول عنه أنه صحي وغير صحي بشكل قاطع. ما يلعب الدور هنا هو نوعية الطعام والمزيج والكمية التي نحصل عليها. إنما الهيئات الصحية ما زالت لليوم تعتبر الحليب ومشتقاته جزءا من الحمية الغذائية الصحية التي يجب أن يعتمدها الإنسان.
الحليب العضوي أغلى من الحليب العادي
الحليب العضوي مكون صحي وجيد، ويمنح الجسم الكالسيوم، البروتين، فيتامين ب12، فيتامين ب2، الفوسفور والبوتاسيوم. لكن السؤال المطروح بقوة هنا: هل الحليب العضوي أغلى سعراً من الحليب العادي؟
الإجابة هي نعم، فالحليب العضوي وعلى الرغم من سعي العديد من الشركات لجعله أرخص للمنافسة مع شركات الحليب العادي، إلا أنه ما زال يُباع بقيمة أكبر لأنه يحتوي على مواد تتطلب تكلفة مادية عالية مقارنة بالحليب العادي الذي عادة ما تكون تكاليفه أقل. كما أن تحويل الحقول العادية لحقول عضوية فيها عدد أقل من الأبقار وتستلزم استخدام مواد عضوية فقط سيعطي كميات أقل ويحتاج لوقت أكثر، ما يعني زيادة التكلفة المادية.
الفرق بين الحليب العضوي والحليب العادي
الحليب العضوي يتم تصنيعه من أبقار تتغذى بنسبة 100% على مواد عضوية، ولا يتم إعطاؤها هرمونات أو أدوية صناعية حتى تكبر بسرعة، لذا فهي تكبر طبيعياً ويمكن لها أن تعطي حليباً عضوياً بنسبة تامة.
هل مذاق الحليب العضوي أفضل من الحليب العادي
عادة ما يكون مذاق الحليب، سواء كان عادياً أو عضوياً مختلفاً بين قنينة وأخرى، وبين موسم وآخر، وكذلك باختلاف أنواع الأبقار المستخدمة في تصنيع الحليب، مكان المزرعة، نوعية الغذاء، وأي وقت في السنة يتم فيها حلب الأبقار.
ما هي فوائد الحليب العضوي
في مراجعة لحوالي 196 دراسة تم إجراؤها حول العالم حتى الآن، هدفت للمقارنة بين الحليب العادي والحليب العضوي لجهة المواد الغذائية الموجودة في كل منهما، أظهرت المراجعة أن الحليب العضوي يعطينا 50% أكثر من أحماض أوميغا 3 الدهنية الصحية، وفيه كميات أكبر من الحديد، وفيتامين إي. في حين أن الحليب العادي يحتوي أكثر على 74% من اليود والسيلينيوم، ما يعني من الناحية الغذائية أن الحليب العضوي أكثر صحية لتناوله في حال الرغبة بالحصول على مواد غذائية أكثر خاصة أوميغا 3 التي تقلل من التعرض لأمراض القلب، وتعزز صحة الجهاز العصبي وجهاز المناعة بشكل عام.
كذلك أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون الحليب العضوي سجلوا تعرضاً أقل لحساسية البشرة، والأمر ذاته ينطبق على النساء والرجال في أعمار أبكر. وفي دراسة أجريت في هولندا، تم الكشف عن أن الأطفال الذين تناولوا الحليب العضوي سجلوا نسبة 36% أقل لخطر التعرض للأكزيما.
إذن يحتوي الحليب العضوي على نسبة أكبر من مضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3، ما يساعد على تقليل خطر الحساسية بين الأطفال بشكل عام. كما يضاعف وجود أحماض أوميغا 3 في الحليب العضوي من نسبة التركيز والتفكير عند الأفراد وبالتالي تحسين القدرات العقلية.
إذن الفوائد الخمسة التي نجنيها من تناول الحليب العضوي يمكن تلخيصها بالآتي:
- تخفيف حساسية الجلد عند الأطفال.
- تحسين القدرات الفكرية والتركيز وإنجاز المهام بشكل أفضل.
- تعرض أقل للمواد الكيميائية والمكونات المُصطنعة أو المُعدلة.
- تخفيف التعرض لترسبات المضادات الحيوية التي يتم إعطاؤها عادة للأبقار في المزارع العادية لإنتاج كميات أكبر من الحليب. ويمكن لهذه المضادات أن تُضعف مناعة الجسم ضد الأمراض.
- خالية من المواد المُعدلة جينياً التي تزيد من سرعة نمو العشب، والتي تتسبب بالكثير من الأمراض ومنها الحساسية، فيما يبقى السؤال مطروحاً حول سلامة هذه المواد على صحة الإنسان.
في النهاية، لا بد من اختيار أجود وأفضل أنواع الأطعمة التي تقدم لك ولأفراد عائلتك، كافة العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو وتحسين الصحة ودرء الأمراض مهما كان حجمها وتأثيرها على الصحة. ويأتي الحليب العضوي ضمن هذه الأطعمة التي تنصحك بها أخصائية التغذية كريستل بدروسيان
المصدر : مجلة هي
