منذ نشوء العبودية، تعودت المرأة على أن تخفى مشاعرها تحت المساحيق المزيفة، تخاف المرأة أن تفقد زوجها، مورد رزقها، إن كانت فقيرة، وتخاف كلام الناس إن كانت ثرية، وتخاف عقاب الله، إن كانت تسمع خطب الفقهاء، تخاف الوحدة، تخاف الحرمان من أطفالها، وكل أنواع الردع الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية والأخلاقية والأدبية والثقافية. أقل ما يقولون عنها إنها ليست أنثى طبيعية، يعنى أنها مسترجلة، وليست زوجة صالحة. ليست الأم المثالية، وليست المرأة الفاضلة. إن كانت كاتبة، فهى تكتب فضائح، وليس أدباً مبدعاً، وإن كانت ناشطة سياسياً، فهى خائنة للوطن. تخلق أكذوبة اسمها قضية المرأة، تستوردها من الغرب أو الاستعمار والص🇮🇱يونية.
أما زوجها الذى تتعدد علاقاته الجنسية، فهو رجل طبيعي. الرجل لا يعيبه إلا جيبه، إن امتلأ جيبه بالمال، فهو طاهر شريف. هذه القيم المزدوجة غير الأخلاقية التى تحكم العالم، يؤمن بها أغلب الرجال من جميع الأديان والجنسيات والأحزاب والتيارات السياسية.
نوال السعداوي.
“