عواصم ثقافيه

العملات القديمة بين الماضي والحاضر

دبي – هدى حرقوص
دبي – هدى حرقوص

على الرغم من كون العملات النقدية ركيزة الاقتصاد المعاصر، ولغة المعاملات اليومية في الأسواق العالمية، إلا أنه يمكن اعتبارها واحداً من أهم عناصر التراث. وقد شهدت العملات تطوراً مطرداً منذ نشأتها، بدءاً بتلك البدائية التي ابتدعتها الشعوب بصفتها تطويراً لنظام المقايضة، مروراً بعملات فرضتها الحركات الاستعمارية، وصولاً إلى العملات الإلكترونية اليوم.

قد يظن البعض أن العملات غير الصالحة للتداول اليوم «عملات ميتة» لا قيمة لها، لكنها في الحقيقة كنوز تؤرخ للهوية الوطنية، وترفد الموروث الثقافي، ولا يزال جزء كبير مما تم جمعه في الفترة الأولى لتأسيس الدولة يشكل القيمة العلمية التي بفضلها نعرف المزيد عن التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، لذلك يحتفظ بها المعنيون بالتأريخ بصفتها وثائق تعكس خصائص عصرها والتقلبات السياسية التي واكبت حقبة تداولها.

نقطة التقاء

ومن دون شك، أن موقع دولة الإمارات العربية المتحدة كنقطة وصل تجاري بين الهند عصب التجارة قديماً، وبقية دول العالم ساعد في اجتماع العديد من العملات في سلة واحدة، فقد تعاملت السوق الإماراتية المعاصرة بعملات مختلفة بدأت في القرن العشرين بعملة عرفها الناس شعبياً باسم «أنواط» المنحوت من الأصل «بنك نوت»، كما كشفت الأثريات التي عثر عليها في الدولة عن وجود عملات تعود لحضارات موغلة في القدم، تم التعامل بها في المنطقة، منها البيزنطية والرومانية والإغريقية، بالإضافة إلى العملات الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي، ثم العملات العثمانية، وصولاً إلى الريال النمساوي الذي شكل مرحلة انتقالية للتعامل النقدي في منطقة الخليج.

عملات متداولة

يقول الباحث في التاريخ الإسلامي وخبير العملات الأستاذ عبد الله جاسم المطيري: إن «التلر» النمساوي أو ريال ماري تيريزا المسكوك عام 1780 هو أكثر العملات المتداولة قديماً في الأسواق المحلية، وكان يعادل بأهميته الدولار حالياً لرواجه عالمياً آنذاك، وتكمن قيمته الحقيقية في وزنه البالغ 28 غراماً، وقد استمر التعامل به حتى اتفاقية الهدنة بين بريطانيا ودول الخليج عام 1820.

وفي عام 1835 دخلت الروبية المعدن من خلال شركة الهند الشرقية إلى دول الخليج، وفئاتها كانت الروبيّة ونصف الروبية وربع الروبية والآنتين والآنة والنصف آنة التي كانت عملة نحاسية عليها أسود فأسماها الناس (بيزتين أم كلاب)!

مسميات شعبية

وقد راجت العديد من التسميات الطريفة مع رواج العملات، حيث لم تكن معرفة الرموز أو الشخصيات الموجودة على بعضها ذات أهمية بالنسبة للعامة، لذلك أبدعت المخيلة الشعبية في نحت تسميات شعبية تعتمد على الشكل الخارجي للشخصية المطبوعة عليها، مثل روبية «أم بنت» التي أطلقت على العملة التي تحمل صورة الملكة فكتوريا، وروبية «أم صلعة» للعملة التي تحمل صورة إدوارد السابع، وروبية «الشايب» للعملة التي تحمل صورة جورج الخامس، وروبية «أم صنم» للعملة التي تحمل شعار الهند الجديدة، وهكذا كانت الصورة دليل التجار المحليين للتعريف بالعملة التي بين أيديهم.

أشكال غريبة

وقبل أن تستقر العملة على شكلها المعدني النهائي ثم الورقي، مرت بمراحل واجتهادات عديدة، فقد راجت في موانئ الإمارات تحديداً عملات ذات أشكال غريبة منها عملة «لارين» وهي أقرب ما تكون إلى «مشابك الشعر» بشكلها الغريب، ويطلق عليها البعض مسمى «طويلة الحسا».

كذلك تنوعت معادن المسكوكات، فمنها ما كان من النحاس، ومنها من الذهب أو الفضة الخالصة وتعامل معها الناس كمدّخرات، حتى وصول العملة الورقية التي لم يتقبلها الناس في البداية لغرابتها بالنسبة إليهم وشكهم بأن قيمتها أقل من العملات المعدنية.

العملات الورقية

وعن أول تداول للعملات الورقية في الإمارات يقول الباحث المطيري: جورج الخامس أول من أدخل الروبيات الورقية إلى المنطقة عام 1910، وكانت أعلى فئة فيها هي الروبية، وفي عام 1918 دخلت فئة العشر روبيات، وهي أول فئة أكبر من الروبية يتم تداولها، ومن توافيق الفأل الحسن أن ذلك العام يوافق تاريخ ولادة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي بمجيئه دخل الرخاء إلى المنطقة.

ويضيف: أصدرت الهند روبيات خاصة بالخليج عام 1959 وأطلقت عليها روبيات الخليج، واستمر تداولها حتى العام 1966، ثم بعدها استخدمنا في دبي الريال السعودي الورقي، والدينار البحريني المعدني لثلاثة أشهر.

بينما استخدمت أبوظبي الدينار البحريني (المعدن والورق معاً)، إلى أن صدرت في دبي عملة «ريال قطر ودبي» في 18 سبتمبر عام 1966. واستمرت هذه العملة حتى العام 1973، حيث أصدرت الإمارات عملتها الخاصة، وأوقفت التداول ببقية العملات.

على الرغم من كون العملات النقدية ركيزة الاقتصاد المعاصر، ولغة المعاملات اليومية في الأسواق العالمية، إلا أنه يمكن اعتبارها واحداً من أهم عناصر التراث. وقد شهدت العملات تطوراً مطرداً منذ نشأتها، بدءاً بتلك البدائية التي ابتدعتها الشعوب بصفتها تطويراً لنظام المقايضة، مروراً بعملات فرضتها الحركات الاستعمارية، وصولاً إلى العملات الإلكترونية اليوم.

قد يظن البعض أن العملات غير الصالحة للتداول اليوم «عملات ميتة» لا قيمة لها، لكنها في الحقيقة كنوز تؤرخ للهوية الوطنية، وترفد الموروث الثقافي، ولا يزال جزء كبير مما تم جمعه في الفترة الأولى لتأسيس الدولة يشكل القيمة العلمية التي بفضلها نعرف المزيد عن التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، لذلك يحتفظ بها المعنيون بالتأريخ بصفتها وثائق تعكس خصائص عصرها والتقلبات السياسية التي واكبت حقبة تداولها.

نقطة التقاء

ومن دون شك، أن موقع دولة الإمارات العربية المتحدة كنقطة وصل تجاري بين الهند عصب التجارة قديماً، وبقية دول العالم ساعد في اجتماع العديد من العملات في سلة واحدة، فقد تعاملت السوق الإماراتية المعاصرة بعملات مختلفة بدأت في القرن العشرين بعملة عرفها الناس شعبياً باسم «أنواط» المنحوت من الأصل «بنك نوت»، كما كشفت الأثريات التي عثر عليها في الدولة عن وجود عملات تعود لحضارات موغلة في القدم، تم التعامل بها في المنطقة، منها البيزنطية والرومانية والإغريقية، بالإضافة إلى العملات الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي، ثم العملات العثمانية، وصولاً إلى الريال النمساوي الذي شكل مرحلة انتقالية للتعامل النقدي في منطقة الخليج.

عملات متداولة

يقول الباحث في التاريخ الإسلامي وخبير العملات الأستاذ عبد الله جاسم المطيري: إن «التلر» النمساوي أو ريال ماري تيريزا المسكوك عام 1780 هو أكثر العملات المتداولة قديماً في الأسواق المحلية، وكان يعادل بأهميته الدولار حالياً لرواجه عالمياً آنذاك، وتكمن قيمته الحقيقية في وزنه البالغ 28 غراماً، وقد استمر التعامل به حتى اتفاقية الهدنة بين بريطانيا ودول الخليج عام 1820.

وفي عام 1835 دخلت الروبية المعدن من خلال شركة الهند الشرقية إلى دول الخليج، وفئاتها كانت الروبيّة ونصف الروبية وربع الروبية والآنتين والآنة والنصف آنة التي كانت عملة نحاسية عليها أسود فأسماها الناس (بيزتين أم كلاب)!

مسميات شعبية

وقد راجت العديد من التسميات الطريفة مع رواج العملات، حيث لم تكن معرفة الرموز أو الشخصيات الموجودة على بعضها ذات أهمية بالنسبة للعامة، لذلك أبدعت المخيلة الشعبية في نحت تسميات شعبية تعتمد على الشكل الخارجي للشخصية المطبوعة عليها، مثل روبية «أم بنت» التي أطلقت على العملة التي تحمل صورة الملكة فكتوريا، وروبية «أم صلعة» للعملة التي تحمل صورة إدوارد السابع، وروبية «الشايب» للعملة التي تحمل صورة جورج الخامس، وروبية «أم صنم» للعملة التي تحمل شعار الهند الجديدة، وهكذا كانت الصورة دليل التجار المحليين للتعريف بالعملة التي بين أيديهم.

أشكال غريبة

وقبل أن تستقر العملة على شكلها المعدني النهائي ثم الورقي، مرت بمراحل واجتهادات عديدة، فقد راجت في موانئ الإمارات تحديداً عملات ذات أشكال غريبة منها عملة «لارين» وهي أقرب ما تكون إلى «مشابك الشعر» بشكلها الغريب، ويطلق عليها البعض مسمى «طويلة الحسا».

كذلك تنوعت معادن المسكوكات، فمنها ما كان من النحاس، ومنها من الذهب أو الفضة الخالصة وتعامل معها الناس كمدّخرات، حتى وصول العملة الورقية التي لم يتقبلها الناس في البداية لغرابتها بالنسبة إليهم وشكهم بأن قيمتها أقل من العملات المعدنية.

العملات الورقية

وعن أول تداول للعملات الورقية في الإمارات يقول الباحث المطيري: جورج الخامس أول من أدخل الروبيات الورقية إلى المنطقة عام 1910، وكانت أعلى فئة فيها هي الروبية، وفي عام 1918 دخلت فئة العشر روبيات، وهي أول فئة أكبر من الروبية يتم تداولها، ومن توافيق الفأل الحسن أن ذلك العام يوافق تاريخ ولادة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي بمجيئه دخل الرخاء إلى المنطقة.

ويضيف: أصدرت الهند روبيات خاصة بالخليج عام 1959 وأطلقت عليها روبيات الخليج، واستمر تداولها حتى العام 1966، ثم بعدها استخدمنا في دبي الريال السعودي الورقي، والدينار البحريني المعدني لثلاثة أشهر.

بينما استخدمت أبوظبي الدينار البحريني (المعدن والورق معاً)، إلى أن صدرت في دبي عملة «ريال قطر ودبي» في 18 سبتمبر عام 1966. واستمرت هذه العملة حتى العام 1973، حيث أصدرت الإمارات عملتها الخاصة، وأوقفت التداول ببقية العملات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق