ثقافه وفكر حر
من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر قصة المثل او القول “والله لن أحيد عن هذه القسمة “
قَدِمَ أعرابيٌ مِن أهل البادية على رجلٍ مِن أهل الحضر، وكان عنده دجاجٌ كثير وله امرأة وابنان وابنتان، قال:
فقلت لامرأتي: اشوي لي دجاجة وقدّميها لنا نتغدى بها.
فلما حضر الغداء جلسنا جميعا، أنا وامرأتي وابناي وابنتاي والأعرابي,، فدفعنا إليه الدجاجة، فقلنا: “اقسمها بيننا”, نريد بذلك أنْ نضحكَ مِنه.
قال: لا أحسن القسمة، فإن رضيتُم بقسمي قسمت بينكم. قلنا: فإننا نرضى. فأخذ رأس الدجاجة، فقطعه ثم ناولنيه، وقال: الرأس للرئيس، ثم قطع الجناحين قال: والجناحان للابنان، ثم قطع الساقين فقال: والساقان للابنتين، ثم قطع الزمكي وقال: العُجْزُ للعجوز – يعني المرأة -، ثم قال: الزور للزائر، فأخذ الدجاجة بأسرها!
فلما كان من الغد قلت لامرأتي: اشوي لنا خمس دجاجات. فلما حضر الغداء قلنا: اقسم بيننا. قال: أظنكم وجدتم (أي تضايقتم) من قسمتي أمس.
قلنا: لا لم نجد، فاقسم بيننا. فقال: شفعا أو وترا؟ قلنا: وتر.
قال: نعم. أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة، ورمى بدجاجة، ثم قال: وابناك و دجاجة ثلاثة، ورمى الثانية. ثم قال: وابنتاك و دجاجة ثلاثة، ورمى الثالثة. ثم قال: وأنا ودجاجتان ثلاثة.
فأخذ الدجاجتين، فرآنا ونحن نَنظُرُ إلى دجاجتيه، فقال: ما تنظرون؟ لعلكم كرهتم قسمتي؟ الوتر ما تجيء الا هكذا. قلنا: فاقسمها شفعا.
فقبضهن إليه ثم قال: أنت وابناك و دجاجة أربعة، ورمى إلينا بدجاجة، والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة، ورمى إليهن بدجاجة. ثم قال: وأنا وثلاث دجاجات أربعة، وضم إليه ثلاث دجاجات. وقال :”والله لن أحيد عن هذه القسمة ” ثم رفعها رأسه الى السماء وقال: الحمد لله أنت فهمتها لي