ثقافه وفكر حر

من اختيارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر قصه مثل شعبي : أبو البنات ينام متعشي وأبو الأولاد ينام على جوع مثل شعبي قصة واقعية.

في العشرينات من القرن الماضي كان رجلين أحدهما اسمه فهد والآخر اسمه عيسى تزوجا من امرأتين فاضلتين وبعـــــــــد فترة رزق كل منهما بمولود في الأيام نفسها عيسى رزق بولد فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك؟

قال فهد:
الحمدلله زوجتي وضعت لي بنتاً جميلة وبصحة جيدة أسميناها نوره.
قال له عيسى وبكل شماتة:
أما أنا فإن زوجتي وضعت لي ولداً وأسميته محمد والناس تسميني الآن أبومحمد
مضت الأيام وحملت زوجة فهد وحملت أيضاً زوجة عيسى ووضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريباً عيسى رزق بولد آخر، فذهب إلى صديقه فهد يسأله:
ماذا ولدت لك زوجتك هذه المرة؟
قال فهد : الحمدلله زوجتي وضعت لي بنتاً جميلة ثانية وهي وأمها بصحة جيدة
ضحك عيسى وهو يقول :
أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولداً آخر هل تعرف ماذا يعني هذا ؟
قال فهد:لا .. لا أعرف ماذا يعني !
قال عيسى:
يقول الأولون بأن من تلد له زوجته بداية ولدين متتالين فإنها تكون قد حللت مهرها
يعني زوجتي قد حللت مهرها وماكأني دفعت شيئاً.
مضت الأيام أيضاً وحملت زوجة فهد وحملت زوجة عيسى ووضعت الزوجتان
عيسى رزق بولد ثالث فذهب إلى صديقه فهد يسأله:
ماذا ولدت لك زوجتك في هذه المرة ؟
قال فهد بثبات : الحمدلله زوجتي وضعت لي بنتاً جميلة ثالثة وهي ولله الحمد وأمها بصحة جيدة قهقه عيسى بصوت عالٍ وهو يقول بشماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولداً ثالثاً، هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال فهد: لا .لا أعرف أخبرني أنت، قال عيسى: من يكون عنده ثلاثة أولاد فإنهم يكونون له مثل ركائز الموقد يوضع عليهم قدر الأكل أنا يجلس قدري أما أنت يا أبوالبنات فلا يمكن أن يجلس قدرك.
قال فهد: الحمدلله على عطاياه إنّا له لشاكرين.
مرت السنين والأعوام وكبر فهد وكبر عيسى وكذا أبناءهم كبروا وتزوجوا وأسسوا بيوتاً لهم كبرت زوجة فهد وأصبحت لاتقوى على عمل المنزل وكبرت زوجة عيسى وكذلك هي أصبحت لاتقوى على عمل المنزل، وفي أحد الأيام مر فهد على صديقه عيسى فوجده جالساً في الظل خارج المنزل وهو في حالة مزرية جسمه منهك وضعيف جداً وملابسه رثّة ومهملة فسأله:
ماذا أصابك يا صاحبي؟
ولماذا جسمك هزيل وثيابك متسخة إلى هذا الحد !؟
أجابه عيسى:
أنا الآن كبير في السن ولا أعمل وأولادي الثلاثة قد تزوجوا وكل واحد بنى له منزلاً خاصاً وانتقل، وزوجتي أصبحت امرأة كبيرة في السن لاتقوى على عمل المنزل من طبخ وغسيل ولايوجد لدينا من يخدمنا أو يطعمنا غير أهل البر والإحسان بصراحة طلعوا عاقين النا انا ابوهم وأمهم المسكينة وانا اللي فرحت الهم يوم ما ولدوا وكنت اتباها فيهم قدامك وإعايرك بالبنات لكن الظاهر ما ربيتهمش امليح ولكني أراك يا فهد ! ملابسك مرتبة ونظيفة امفرفش ومتزهزه ومرتاح البال وبعرف أنت مثلي !؟
بناتك تزوجوا وتعيش في البيت فقط مع زوجتك التي لا تقوى على عمل المنزل ؟
قال له فهد:
ابنتي الكبيرة تحضر إلى منزلنا في الصباح وفي يدها فطورنا تطعمنا وتغسل ملابسنا ثم تعود لمنزلها وابنتي الوسطى تحضر في الظهر وتجلب لنا الغداء
تكوي ملابسنا ثم تعود لمنزلها وابنتي الصغرى تحضر إلى منزلنا في الليل وفي يدها عشاءنا تعشينا وتنوّمنا وتغطينا ؟
قال عيسى: يا عمي الدنيا دوارة وكما تدين تدان
أبو البنات ينام متعشي
وأبو الأولاد ينام على جوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق