مقالات

مصمص تودع من ترك بصمة دامغة في ارشيفها كتب : جادالله اغبارية

ودع اهالي بلدة مصمص في المثلث الشمالي اليوم الاربعاء 17/ 2 /2021 الى مثواه الاخير المربي العريق طلعت صالح شرقاوي ( ابو فاروق )عن عمر يناهز ال 90 عاما .
ابو فاروق كان واحدا من اربعة فتية يافعين سافروا الى الناصرة لطلب العلم في مدرستها الثانوية اما الثلاثة الاخرين فهم : الشاعر راشد حسين والمربي يوسف عبد الخالق والحاج هاني ابراهيم ، الثلاثة قضوا نحبهم ورحلوا عن عالم الدنيا منذ سنوات خلت واليوم ودعنا ابا فاروق الى مثواه الاخير والذي سبق ان تجرع رحيل فلذة كبده فاروق لتفارقه بعد ذلك رفيقة دربه ام فاروق ، رحم الله الجميع وادخلهم فسيح جنانه هذه هي الحياة هناك سابقون وهناك لاحقون .
عمل ابو فاروق في سلك التربية والتعليم سنوات طوال ، معلما ، مرشدا للفرق الكشفية ، ثم مديرا في مدرسة حي عراق الشباب الفحماوي الى ان خرج للتقاعد.
كطالب في مدرسة مصمص الابتدائية عرفت ابا فاروق بالمعلم المخلص والصارم في آن واحد اتخذ من التعليم رسالة سامية وذوت في نفوسنا نحن الطلاب قيمة العلم، هذا الى بناء الشخصية السوية من خلال الفرقة الكشافة المدرسية .
الى جانب رسالة التعليم والنشاطات الكشفية عمل الى تدريبنا على فن التمثيل الذي استمده من خلال نصوص “متاعب قاضي في الارياف” لتوفيق الحكيم والتي صورت الواقع الماساوي في الريف المصري ،هذه الواقعية الماساوية التي صبغت بلداتنا العربية في ظل الحكم العسكري البغيض بعد تهجيرنا من بلداتنا ونكبة فلسطين عام ٤٨.
تميز ابا فاروق من خلال عمله في التعليم وخلال تقاعده ببناء المسابقات التربوية والتعليمية الى جانب تاليف كتب مساعدة للطلاب كالاملاء الصحيح بالاضافة الى الاهتمام بالتراث العربي الفلسطيني فأنشأ” متحف فاطمة ” التراثي في بلدة ام القطف الى جانب ذلك تجد في جعبة ابا فاروق نماذج من العملة الفلسطينية وغيرها ، ونماذج لتصاريح العمل وكرتات المؤن في ظل الحكم العسكري وغيرها .
ابو فاروق كان بمثابة موسوعة كذلك باني الاجيال من مسيرته التعليمية كما وصفه شقيقة المربي كمال صالح ( ابو نضال ) في كلمته خلال وداع شقيقه المرحوم .
فرحيل ابا فاروق خسارة لنا ولارشيفنا المحلي والذي ترك فيه بصمة دامغة
رحم الله ابا فاروق والهم اهله وذويه الصبر والسلوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق