مقالات

قراءة في كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (7)

بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة-

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
مقدمة الكتاب
– إستهلّ موريس بوكاي كتابه بمقدمة تحدث فيها عن الأديان الثلاثة التي اعتمدت الكتب السماوية الثلاثة التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله أولي العزم من الرّسُل وهم: موسى -عليه الصلاة والسلام-، وعيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام-، وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام-، واعتبر الكتب الثلاثة بمثابة الوثائق التي تُشكّل أساس الإيمان لدى كل مؤمن، سواء كان يهوديًا أو مسيحيًا أو مسلمًا، وبأنّ كل مؤمنٍ بأحدى الرسالات الثلاثة يعتبر أن كتابه بمثابة تسجيلًا ماديًا للوحي الإلهي، ويضيف: أنه قد يكون الكتاب المنزل على أي رسولٍ منهم قد نزل بشكلٍ مباشر عليه كما كان ذلك لإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولموسى -عليه الصلاة والسلام- اللذان تلَقيا الوصايا من الله بشكلٍ مباشر، وقد يكون منزلًا بشكل غير مباشر كما هو الحال فيما يختصّ بالمسيح عيسى ابن مريم أو بمحمدٍ -صلوات ربي وسلامه عليهما-، حيث أعلن الأول أنه يتلقى الكتاب عن ربه -عز وجل-، وأما محمد رسول الله فقد أعلن أنه يبلّغ رسالة ربه التي نقلها له جبريل ملك الوحي عن الله -عز وجل-.
– ويضيف بوكاي أنه وبناء على المعطيات التاريخية للاديان الثلاثة توجب وضع العهد القديم والأناجيل والقرآن الكريم على مسوى واحد من حيث أنها مجموعات للوحي المكتوب، غير أن هذا المبدأ الذي يقول به المسلمون ويُقرون به ليس هو نفس المبدأ والموقف الذي يقبله ويقر به مؤمنو بلادنا الغربية؛ -ويقصد أوروبا ومن والاها- حيث تنتشر في أرجائها المؤثرات اليهودية والمسيحية التي ترفض إعطاء القرآن صفة الكتاب المُنزّل، أسوة باخويه التوراة والإنجيل اللّتان نزلتا على موسى وعيسى -عليهما الصلاة والسلام-، فكتاب اليودية المقدس هو التوراة وتختلف التوراة عن العهد القديم المسيحي، حيث أن هذا الأخير قد أضاف عدة أسفارٍ لم تكن أصلًا موجودة بالعبرية، غير أن هذا الاختلاف لا يشكل اختلافًا في العقيدة، في الوقت الذي لا تعترف فيه اليهودية بأي وحيٍ جاء بعدها.
– لقد اعتمدت المسيحية التوراة العِبرية ولكنها أضافت إليها بعض الإضافات، غير أن المسيحية لا تقبل كل ما انتشر من كتابات تستهدف تعريف الناس برسالة عيسى -عليه الصلاة والسلام-، ولذلك فقد قامت الكنيسة المسيحية بإحراءات حذفٍ هامة جدًا لعدد كبير من الأسفار التي كُتِبت لتعريف الناس بحياة المسيح -عليه الصلاة والسلام- وبتعاليمه، والواقع الحقيقي الذي ساروا عليه هو عدم احتفاظ الكنيسة من العهد الجديد سوى بعدد محدودٍ من الكتابات، وكان أهمها الأناجيل الأربعة المعترف بها كنسيًا، إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، ولا تعترف بأي وحيٍ جاء بعد المسيح وحواريه وبالتالي فهي تستبعد القرآن الكريم بأنه وحيٌ من الله…وللحديث بقية في مقالة الغد وما بعدها بمشيئة الله فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1596)
29. شوال. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق