كانت هذه الأطباق منتشرة بجميع الآفر ان بهذه الايام الاخيرةمن رمضان.. تجتمع نسو ة العائلات والجارات.. لصناعة حلو العيد. كل ليلة كانت السهرة في بيت من بيوت الجارات او الاهل يتقاسمن الايام بينهن.. وكان الصبية والبنات يشاركون هذه المناسبة.. يملؤون الساحات والازقة بصياحهم و ظحكهم..
وتجتمع الصبايا والشبان ليحملوا هذه الأطباق فوق رؤوسهم و هم
في حالة فرح عجيب.. وروائح
الحلوى والشاي والقهوة واشتعال الفحم تملؤ الفظاء… الي ساعة متأخرة من اللبل.. والغريب في الأمر أن كل الجيران والأهل يصنعون الحلويات دون تفرقة
دون ان تعرف هذا غني أو فقير. كل الناس كانت بنفس الاحساس بروح حلوة جميلة محبة… وبالنهار يأتي دور اختيار ملابس العيد.. تلبس الأسواق احلى حلة وتتزين بأحلى الملابس وتتانق بعرض الألعاب والحلويات.. وامي كانت تسارع الي سوق الاقمشة تشتري اجود انواع الاقمشة المزخرفة لتشاركنابالوانها الزاهية فرحة العيد وتخيط لنا أجمل الفساتين بالوان تسر الناظرين
ولاتنسى الشريط الزهري الذي يرافق ضفائرنا.. الطويلة.. انا واخواتي وكان ابي يجلس بصحن الدار وبيده تلك السبجار ة الخجولة ونظرات الحب تلاحقنا ونحن نلعب تحت ضوء القمر وبين الازقة الضيقة
وشجرة الليمون المنتصبة بين الغرف وعطرها يسلم علينا كلما مررنا تحت ظلها وكانها تشاركنا فرحة العيد… انها ايام الحب والحياة الحقيقية اما اليوم ماذا
لاشيء.. غير خطوات غريبة مجنونة تتابع خيالا من الضياع.. لا منتهي.. عيون لاتري او عيون كعيون الذباب لاتري الا الاوساخ
واذان لاتسمع.. و الوجوه تختبئ
داخل الأقنعة الملونة.. انه زمن البرد والثلج زمن الموت البطيء.. زمن المعايدة بملصق وازهار ميتة
زمن الأدعية المحشوة داخل أجهزة الهواتف.. .. زمن التفاهة
والسرعة فاصبحنا مجرد رسائل… وهمية تلتمس الحب والامان واصوات تدعو للسلام
وهي تصرخ… أصبح الإنسان مجرد رقم في هاتف او صورة
أو عنوان بريد او مبلغ من المال
اوبيت كبير ولكن ظيق لانه خال من الحنان أصبحنا اطيافا فارغة.لا تشبه انفسنا* زينب بن سعيد*