شعر وشعراء
العيد في زمن الكورونا / جواد يونس
عيدٌ … بأسوأ حالٍ عدتَ يا عيدُ *** فليس فيكَ، سوى للحزنِ، تجديدُ
وكيف تنفُذُ أنوارُ السرورِ لنا *** ولَيلُ خَيبتِنا بالجهلِ مشدودُ
والهمُّ أقرب من حبلِ الوَريدِ لنا *** ودون من عُلِّقَت أرواحُنا بِيدُ؟!
وما سوى الشعرِ يُشجينا ويُطربُنا *** وقد يرقُّ لبعضِ الشعرِ جُلمودُ
قد كانَ أَولى بهذا العِقدِ ريمُ فَلا *** لكنَّما لم تعُد تسبي الفَتى الغيدُ
فكم حرائرَ في سجنِ الطُّغاةِ! وكم *** تهجَّرَت عن بَواديها أماليدُ!
أحواُلنا انقلبَت رأسًا على عقبٍ *** فالعبدُ سيِّدُنا والحرُّ مَصفودُ
والفِقهُ في الدّينِ أقصَينا أئمَّتَهُ *** فصارَ يُفتي لنا في الخمرِ عِربيدُ
وجاهليَّتُنا جهلَ الألى سبقَت *** فذي الطوائفُ قادتها المناكيدُ
والجهلُ منتشرٌ، والجودُ منكسِفٌ *** والحكمةُ اندثرَت، والعدلُ موءودُ
========
أنّى ننامُ وما جئنا مفارشَنا *** إلّا وضاجعّنا همٌّ وتسهيدُ؟!
ففي الشآمِ وفي ليْبيا وفي اليَمنِ الحزينِ قد مُلئَت منا الأخاديدُ
وذي المساجدُ قد ناحت حمائمُها *** فليسَ فيها لآيِ اللهِ تجويدُ
نادى المؤذِّن: صلّوا في رحالِكمُ *** فبابُ مسجدِكم بالذَّنبِ مَوصودُ
ما كان يُطرَدُ من بَيتِ الكريمِ سوى *** من لم يُؤدِّبهُ إحسانٌ ولا جودُ
ما وحَّد اللهَ قَومٌ يُشرِكونَ بهِ *** ولا إلهَ ورأسُ المالِ مَعبودُ
لا يَعمُرُ الحرمَينِ الزائرونَ إذا *** أخلى من الثالثِ العُمّارَ تهويدُ
ما طافَ بالكعبةِ الغرّاءِ من قعدوا *** وزَيتُهم عن سِراجِ القدسِ مَحدودُ
ما عادتِ القدسُ ترجو المسلمينَ فما *** لهم، سوى قَولِ “كنّا قبلُ”، تغريدُ
والعُربُ عاريةٌ من دونِ أسلحةٍ *** فالسيفُ شجبُ العِدى والرمحُ تنديدُ
نعظِّمُ العيدَ تعظيمًا لخالقِنا *** لكنَّما فرحُ المَكلومِ مفقودُ
لا عيدَ يُفرِحُنا والقدسُ باكيَةٌ *** ويومُ عودتِنا للمَوطنِ العيدُ
=========
من يدخلُ الوطنَ المخطوفَ مَفقودُ *** ومن همُ أخرجوهُ منهُ مَولودُ
فلا نصيبَ لفذٍّ لا تساندهُ *** وَساطةٌ، والغَريرُ الفدمُ مسنودُ!
وما تغرَّبَ إلّا من معارِجهُ *** إلى العُلى: خُلُقٌ … عِلمٌ ومجهودُ
أما العجيبُ فأن يَشقى بغُربَتِهِ *** وأنَّهُ من خِيارِ الصحبِ مَحسودُ!
=======
إنّا ابتُلينا بكذّابين ما حضرَت *** ممَّا لنا زعموا إلّا المَواعيدُ
إن يكرُموا بفُتاتٍ نمَّ ما نهَبوا *** فما لهم غيرَ مدحِ الذَّيلِ مقصودُ
أنوفُهم في جُيوبِ الشعب مُغمدةٌ *** إن أخرَجوها بدَت أيديهمُ السُّودُ
أما عصيَّهمُ فالحُرُّ جرَّبها *** لا سِحرَ يَسعى بها فالجُرمُ مَشهودُ
ترجو أكفُّهمُ العادي مُصافحةً *** أما السِّلاحُ فنحوَ الصِّيدِ ممدودُ
تهديدُهم لبني صُهيونَ تَورِيَةٌ *** فليسَ يَسبقُ فعلَ الحُرِّ تهديدُ
وفاشلٍ قالَ: جهلُ الشعبِ أفشلنا *** وعذرُ من كذَبوا للإفكِ تفنيدُ
منّوا على شعبِنا تعبيدَهُ لهمُ *** وهل بنى وطنَ الأحرارِ تعبيدُ؟!
========
الأرضُ يَحرثُها شعبي ويَدرسُ ما *** جادَت بهِ وحَصادُ العُمرِ مفقودُ
وكم رواها بنو أمّي بدمِّهِمُ *** ولابنِ من خذلَ الأُسْدَ العناقيدُ!
وللشعاريرِ نعبٌ في تملِّقِهِ *** ما للغَرابينِ في أيكٍ أغاريدُ
يُتاجر النَّغلُ بالأسرى وبالشُّهَدا *** ويشتمُ الحرَّ عَدوًا وهْو مَحمودُ
ولم تمسَّ أعادينا قذائفُهُ *** ولا رمى حجرًا أبناؤهُ الصِّيدُ
=========
حجارةُ القدسِ للعادي مُسوَّمَةٌ *** يَرمي بها ابنةَ صهيونَ الصَّناديدُ
للبَيتِ ربٌّ ولكنّا الحُماةُ لهُ *** حاشا يُسلِّمُ من يَحمي الأجاويدُ
معارجُ القدسِ مِقلاعٌ ومئذنةٌ *** وصخرةٌ غارَ من أشذائها العودُ
فعطرُها من حبيبي المُصطفى أثَرٌ *** ومن دم الشهداءِ المِسكُ مرفودُ
أرضي فلسطينُ لا أرجاءَ تشبِهُها *** وليس كاللُّؤلؤِ المكنونِ تقليدُ
وهل رأيتَ شهيدًا في سوى وطني *** تزفُّ للحُورِ في الفجرِ الزغاريدُ؟!
ولا يغرَّك ما شادوا وإن عليَت *** لا يمنحُ العابرينَ الأرضَ تشييدُ
ولا
العيد في زمن الكورونا
عيدٌ … بأسوأ حالٍ عدتَ يا عيدُ *** فليس فيكَ، سوى للحزنِ، تجديدُ
وكيف تنفُذُ أنوارُ السرورِ لنا *** ولَيلُ خَيبتِنا بالجهلِ مشدودُ
والهمُّ أقرب من حبلِ الوَريدِ لنا *** ودون من عُلِّقَت أرواحُنا بِيدُ؟!
وما سوى الشعرِ يُشجينا ويُطربُنا *** وقد يرقُّ لبعضِ الشعرِ جُلمودُ
قد كانَ أَولى بهذا العِقدِ ريمُ فَلا *** لكنَّما لم تعُد تسبي الفَتى الغيدُ
فكم حرائرَ في سجنِ الطُّغاةِ! وكم *** تهجَّرَت عن بَواديها أماليدُ!
أحواُلنا انقلبَت رأسًا على عقبٍ *** فالعبدُ سيِّدُنا والحرُّ مَصفودُ
والفِقهُ في الدّينِ أقصَينا أئمَّتَهُ *** فصارَ يُفتي لنا في الخمرِ عِربيدُ
وجاهليَّتُنا جهلَ الألى سبقَت *** فذي الطوائفُ قادتها المناكيدُ
والجهلُ منتشرٌ، والجودُ منكسِفٌ *** والحكمةُ اندثرَت، والعدلُ موءودُ
========
أنّى ننامُ وما جئنا مفارشَنا *** إلّا وضاجعّنا همٌّ وتسهيدُ؟!
ففي الشآمِ وفي ليْبيا وفي اليَمنِ الحزينِ قد مُلئَت منا الأخاديدُ
وذي المساجدُ قد ناحت حمائمُها *** فليسَ فيها لآيِ اللهِ تجويدُ
نادى المؤذِّن: صلّوا في رحالِكمُ *** فبابُ مسجدِكم بالذَّنبِ مَوصودُ
ما كان يُطرَدُ من بَيتِ الكريمِ سوى *** من لم يُؤدِّبهُ إحسانٌ ولا جودُ
ما وحَّد اللهَ قَومٌ يُشرِكونَ بهِ *** ولا إلهَ ورأسُ المالِ مَعبودُ
لا يَعمُرُ الحرمَينِ الزائرونَ إذا *** أخلى من الثالثِ العُمّارَ تهويدُ
ما طافَ بالكعبةِ الغرّاءِ من قعدوا *** وزَيتُهم عن سِراجِ القدسِ مَحدودُ
ما عادتِ القدسُ ترجو المسلمينَ فما *** لهم، سوى قَولِ “كنّا قبلُ”، تغريدُ
والعُربُ عاريةٌ من دونِ أسلحةٍ *** فالسيفُ شجبُ العِدى والرمحُ تنديدُ
نعظِّمُ العيدَ تعظيمًا لخالقِنا *** لكنَّما فرحُ المَكلومِ مفقودُ
لا عيدَ يُفرِحُنا والقدسُ باكيَةٌ *** ويومُ عودتِنا للمَوطنِ العيدُ
=========
من يدخلُ الوطنَ المخطوفَ مَفقودُ *** ومن همُ أخرجوهُ منهُ مَولودُ
فلا نصيبَ لفذٍّ لا تساندهُ *** وَساطةٌ، والغَريرُ الفدمُ مسنودُ!
وما تغرَّبَ إلّا من معارِجهُ *** إلى العُلى: خُلُقٌ … عِلمٌ ومجهودُ
أما العجيبُ فأن يَشقى بغُربَتِهِ *** وأنَّهُ من خِيارِ الصحبِ مَحسودُ!
=======
إنّا ابتُلينا بكذّابين ما حضرَت *** ممَّا لنا زعموا إلّا المَواعيدُ
إن يكرُموا بفُتاتٍ نمَّ ما نهَبوا *** فما لهم غيرَ مدحِ الذَّيلِ مقصودُ
أنوفُهم في جُيوبِ الشعب مُغمدةٌ *** إن أخرَجوها بدَت أيديهمُ السُّودُ
أما عصيَّهمُ فالحُرُّ جرَّبها *** لا سِحرَ يَسعى بها فالجُرمُ مَشهودُ
ترجو أكفُّهمُ العادي مُصافحةً *** أما السِّلاحُ فنحوَ الصِّيدِ ممدودُ
تهديدُهم لبني صُهيونَ تَورِيَةٌ *** فليسَ يَسبقُ فعلَ الحُرِّ تهديدُ
وفاشلٍ قالَ: جهلُ الشعبِ أفشلنا *** وعذرُ من كذَبوا للإفكِ تفنيدُ
منّوا على شعبِنا تعبيدَهُ لهمُ *** وهل بنى وطنَ الأحرارِ تعبيدُ؟!
========
الأرضُ يَحرثُها شعبي ويَدرسُ ما *** جادَت بهِ وحَصادُ العُمرِ مفقودُ
وكم رواها بنو أمّي بدمِّهِمُ *** ولابنِ من خذلَ الأُسْدَ العناقيدُ!
وللشعاريرِ نعبٌ في تملِّقِهِ *** ما للغَرابينِ في أيكٍ أغاريدُ
يُتاجر النَّغلُ بالأسرى وبالشُّهَدا *** ويشتمُ الحرَّ عَدوًا وهْو مَحمودُ
ولم تمسَّ أعادينا قذائفُهُ *** ولا رمى حجرًا أبناؤهُ الصِّيدُ
=========
حجارةُ القدسِ للعادي مُسوَّمَةٌ *** يَرمي بها ابنةَ صهيونَ الصَّناديدُ
للبَيتِ ربٌّ ولكنّا الحُماةُ لهُ *** حاشا يُسلِّمُ من يَحمي الأجاويدُ
معارجُ القدسِ مِقلاعٌ ومئذنةٌ *** وصخرةٌ غارَ من أشذائها العودُ
فعطرُها من حبيبي المُصطفى أثَرٌ *** ومن دم الشهداءِ المِسكُ مرفودُ
أرضي فلسطينُ لا أرجاءَ تشبِهُها *** وليس كاللُّؤلؤِ المكنونِ تقليدُ
وهل رأيتَ شهيدًا في سوى وطني *** تزفُّ للحُورِ في الفجرِ الزغاريدُ؟!
ولا يغرَّك ما شادوا وإن عليَت *** لا يمنحُ العابرينَ الأرضَ تشييدُ
ولا يُخفكَ الذي، من رُعبِهم، حشَدوا *** من حسبُهُ اللهُ لا يُرهِبهُ تحشيدُ
إن جاءَ ربّي لَفيفًا بالألى جُمِعوا *** فالجمعُ هذا ليومِ الحسمِ تمهيدُ
وإن يمدَّ لهم حبلًا أراذلُنا *** فحبلُ ربّي لجُندِ اللهِ ممدودُ
عادوا فعاد عبادُ الله يَحفِزُهم *** نصرٌ من الحقِّ في (الإسراءِ) مَوعودُ
غدًا، وإنَّ غدًا آتٍ، سندخلها *** و(اللهُ أكبرُ) تعليها الأناشيدُ
الظهران، 26.5.2020 جواد يونس
يُخفكَ الذي، من رُعبِهم، حشَدوا *** من حسبُهُ اللهُ لا يُرهِبهُ تحشيدُ
إن جاءَ ربّي لَفيفًا بالألى جُمِعوا *** فالجمعُ هذا ليومِ الحسمِ تمهيدُ
وإن يمدَّ لهم حبلًا أراذلُنا *** فحبلُ ربّي لجُندِ اللهِ ممدودُ
عادوا فعاد عبادُ الله يَحفِزُهم *** نصرٌ من الحقِّ في (الإسراءِ) مَوعودُ
غدًا، وإنَّ غدًا آتٍ، سندخلها *** و(اللهُ أكبرُ) تعليها الأناشيدُ
الظهران، 26.5.2020 جواد يونس