زاوية الاقتصاد

تحليلات اقتصادية | ٥ أخطاء على المستثمرين تجنب ارتكابها أثناء هبوط أسواق المال

تمر أسواق المال في مختلف أنحاء العالم بفترة استثنائية تسيطر عليها مخاوف المستثمرين من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.

وتسبب تفشي الوباء عالميا في شطب تريليونات الدولارات من البورصات العالمية.

هذه الأجواء تربك قرارات المتعاملين على الأوراق المالية، لاسيما أثناء هبوط الأسعار، والتي يقع خلالها المستثمرون في أخطاء فادحة تكبدهم خسائر مالية كبيرة.

ورصدت صحيفة “يو إس إيه توداي” الأمريكية أبرز 5 أخطاء يرتكبها المستثمرون أثناء فترات هبوط أسواق المال، وهي كالتالي:

1- لا تحاول استدعاء قاع السوق
أين القاع؟ تساؤل شائع في أسواق المال يطرحه المستثمرون عندما يحاولون تحديد أدنى نقطة يمكن أن تصل إليها مؤشرات البورصة وأسعار الأسهم أثناء الأزمة، حتى تكون المستوى الذي تقف عنده الخسائر ويبدأ السوق في الارتداد لأعلى مرة أخرى.

ويقول جيري براكمان، كبير مسؤولي الاستثمار بشركة فرست أمريكان تراست، إن أحد أكبر الأخطاء المالية التي يرتكبها المستثمرون أثناء هبوط السوق، هو تصورهم بأن بإمكانهم تحديد القاع، فهي مهمة تكاد تكون مستحيلة.

ويوضح أن فترة هبوط الأسواق لا تتم خلال مدة وجيزة، بل يستغرق تشكيل القاع شهورا، لأن السوق يمكن أن يرتفع وينخفض باستمرار، ومن ثم يتم تكوين أكثر من قاع جديد مؤقت، وليس قاعا نهائيا للأسعار.

ويشير براكمان إلى أنه في ظل الوضع الاقتصادي الحالي الذي يعاني من الإغلاق وتفاقم البطالة بشكل حاد وصرف الحكومات حزم تحفيز نقدية، يكون من الصعب للغاية اختيار قاع محدد لوقف نزيف الخسائر.

2- لا تَبِع الأسهم للإفلات بالسيولة
بالتأكيد السيولة أكثر أمانا، والأسهم محفوفة بالمخاطر خلال الأزمات، ولكن هذا لا يعني أن النقدية هي الحل لجميع مشاكلك.

ويعلق كبير مسؤولي الاستثمار بشركة فرست أمريكان تراست بأن الاحتفاظ بالنقدية يقلل الخسائر الدفترية أو الورقية للأسهم خلال فترة السقوط الحر التي تتسم بهبوط استثنائي، ولكن أسعار الأسهم لن تظل أيضا منخفضة للأبد.

وتابع: “التجارب تقول إن معظم الأشخاص الذين يتخارجون من السوق لم يعودوا في الوقت المناسب، بل استغرق الأمر عدة سنوات، مما أفقدهم الاستفادة من انتعاشة الأسعار”.

3- لا تضع كل أموالك في الأوعية عالية المخاطر
إذا كنت تتطلع لتحقيق أكبر مكسب من خلال الاستثمار في الأدوات المالية عالية المخاطر، فهذا ينذر بكارثة.

وتنصح كيلي لافين، نائب رئيس مجلس الإدارة لاتجاهات المستهلكين بشركة أليانز لايف، ببناء بعض الحماية في المحفظة المالية عبر خلق توازن بين الأدوات المالية من حيث مستوى المخاطرة، لأنه ببساطة يمكن أن تتبخر استثماراتك في الأوعية عالية المخاطرة خلال فترات هبوط الأسواق.

ويقصد بالتوازن أن تتنوع استثمارات المحفظة المالية ما بين الأسهم والسندات والعقود الآجلة والمعادن.

4- عدم تمتع المحفظة المالية بالتحفظ الكافي
لا يتمتع الجميع بنفس القدرة على تحمل نفس مستوى المخاطر، وإذا لم تكن المحفظة المالية تتمتع بالتحفظ الكافي والمناسب لشخصيتك، فسوف تكون الخسائر كبيرة وقت الهبوط.

ويقول ديفيد رييس، المستشار المالية بشركة Reyes Financial Architecture، إن المستثمر قد يبني محفظة تتسم بمخاطرة تفوق قدرته على تحملها نفسيا، بل إنه يخسر أموالا تتجاوز أيضا المستوى الذي يمكن أن يتحمله.

ويضيف أن الأمر يتوقف على حالة كل مستثمر، فعلى سبيل المثال، فإن المحفظة المتوازنة التي تتوزع بين 60% للأسهم و40% للسندات، قد لا تحقق التحفظ الكافي ضد الخسائر لبعض المستثمرين.

فيما يشير جيف سولتو، المخطط المالي بشركة فرونتير ويلث مانجمنت إلى أن المستثمر يجب أن يقلص المخاطر كلما تقدم في العمر واقترب موعد التقاعد.

ويوضح ببساطة أنه في هذه الحالة لن يستطيع المستثمر التعافي من الخسائر الكبيرة، ما يضطره إلى مواصلة العمل أو تآكل مدخراته.

5- لا تحاول تحديد توقيتات محددة لحركة الأسواق
“الخروج من قمة السوق والعودة مرة أخرى عندما يصل إلى القاع، أمر يستحيل تحديد توقيته إلى حد كبير” وفقًا لكريس زاكاريللي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة إندبندنت أدفيزور أليانز.

ويشدد زاكاريللي على أنه أسوأ شيء يمكن أن يفعله المستثمر خلال الأسواق الهابطة هو محاولة تحديد توقيت حركة السوق، فهو أصعب كثيرا مما يتوقع.

وأوضح أن هذا يتنافى بالأساس مع فكرة الاستثمار طويل الأجل الذي يسمح بحصد المكاسب.

المصدر : بوابة الإقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق