اقلام حرةالرئيسية

يوميات العزلة من كورونا. اليوم السادس (٢٩/٣/٢٠٢٠

الاعلامي عرفان عرب / بريطانيا

استمر عويل الذئاب والرياح الذي أزعجني امس حتى صباح اليوم وأصبح العويل زئيرا و”جعيرًا” اذا صح التعبير، وكأنه قصف قنابل (في شوية مبالغة) هز اركان المنزل.

وهذه المرة بالفعل كان في ثعالب حقيقية في الحي “تضبح” بصوتها المزعج وكأن طفلا يذبح. بالمناسبة اسم الغابة الصغيرة القريبة من بيتنا هو Fox Lane غابة الثعالب، اهون من الذئاب. تصوروا حالتنا لو كان جيراننا ذئاب حقيقية، يكفينا الذئاب البشرية، يبعدهم عنا وعنكم.

المهم استيقظت منزعجًا و”الألعن” من ذلك باكرا، على مقياسي الثامنة والنصف.
وكانت الرياح عاتية وقوية وباردة. لتزيدنا غمًا في عزلتنا الكورونية. طبعًا العزلة إلزامية وشاملة وستزداد اكثر واكثر في الأيام القادمة.

لكنني تساءلت وتخيلت كيف هي عزلة الأسرى والسجناء وخاصة سجناء الرأي، وتألمت لاوضاع اللاجئين والنازحين في أدلب السورية وغيرهم في غزة والأراضي الفلسطينية. حتى ما اقلبها سياسة واحدهم يزعل مني ويقول “ليش ما ذكرت لا جئينا وليش ذكرتهم”. خلينا بعزلتنا خمسة نجوم، مع احترامي للمعزولين لوحدهم بدرجة اقل.

وما دمنا في العزلة، الكثير من الأصدقاء والأقارب اشتكوا لي وفتحوا قلبهم بان العزلة بدأت تسبب لهم اكتآبا وضيقا. طبعًا اتفهم وضعهم وخاصة اذا كانوا لوحدهم. ومن كبار السن ولا يسمح لاحد بزيارتهم خشية اصابتهم بالفيروس.

الوحدة صعبة وقاسية. ومدة العزل ستطول لعدة اشهر كما أخبرتنا الحكومة برسائل ستصلنا من رئيس الوزراء المصاب أصلا بالفيروس هو ووزير الصحة، وهو كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل. او كما يقول اخواننا المصريون “جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان”.

اقتراحي للتخفيف من العزلة هو التوقف عن التركيز على الرهاب من الإصابة بالفيروس، اذا بقيت في البيت وطبقت الاجراءات الأخرى، يعني الفيروس “مش رح يدخل إليك من الهواء او يتسلل عبر النوافذ والأبواب”. القعدة طويلة لذلك علينا بالتحرك، رياضة رقص غناء رسم و تنظيف البيت.

على سيرة التنظيف أكملت اليوم تعقيم الأرضيات وبقية الموكيت والسجاد للمرة الثانية. يمكن أصبحت ocd, ما حد يسألني معناها بعرف انها واحد موسوس او واحدة موسوسة بالتنظيف. المهم ارتاح بالي.

ولتخفيف العزلة أيضا اكتشفت تطبيقات لوسائل تواصل بالفيديو والصوت وتواصلنا مع عدد من الأصدقاء الذين يشعرون اكثر مننا بالوحدة والعزلة، وهذه تجربة جيدة وتخرج المعزول من عزلته نسبيا.

وأخبرتني احدى الصديقات المعزولات انها شغلت فيديوهات غناء ورقص وهات يا رقص، حتى تعب الفيديو. الرقص رياضة بدنية وروحية.

وبما ان الطقس كان باردًا فانضبينا في البيت حتى موعد ما قبل الغروب وهو موعد المشي حسب تعليمات الحكومة وخايف انها تلغي المشي كمان مع اقترابنا من ذروة الفيروس.

وبما ان الرياضة والتمرينات ضرورية لسلامة العقل والجسم ونصيحة للجميع اشتريت عجلة رياضة لان العزلة ستطول.

وعلينا التحلي بالصبر و”يعيني عالصير يعيني عليه.” شيء اخر اكتشفته بعد ستة ايّام من العزلة ان قدرتي على الصبر والقدرة على التحمل زادت. بدكم اعيد وأكرر هذه الكلمة.

لم اسمع لنشرات الأخبار الا الساعة العاشرة ليلًا وهذا شيء إيجابي الى حد ما. مع ان الفلاشات الاخبارية كانت تصلني تباعًا.

هكذا انتهى اليوم السادس على خير ويبدو اننا بدأنا نتكيف مع العزلة ونستعد لها لفترة طويلة ونبحث عن وسائل وطرق للتخفيف منها. انها اختبار للإرادة والعزيمة والصبر. العزلة امً الاختراع.
تصبحون على خير. ابقوا في البيت واسمعوا الكلام. ❤️
#coronavirus #corona-diary

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق