الرئيسيةشعر وشعراء

كَكُرةِ الثلج روحي خواء / سامية القاضي

اِنتهى حفل التنكّر سقطت الأقنعة
عن روح شوّهتها الثقوب …
ترنّحت بين فجواتها العواصف
و الرياح الصفراء…
روح ظلت حبيسة داخل جسد أنهكه البلاء….
روح ألقى عليها الحزن تعويذة
فغمرها باليأس حدّ الإمتلاء
روح طفت على عزلتها كُرة ثلج
يعرشها صقيع الشتاء..
كرة ثلج تشكّلت من الوجع
و حين تكوّرت جثت فوق روحي تماحكني….
تتشرّب رحيق الآهات في أحزاني
حين تكوّرت غاصت في ذاكرتي الملساء….
ثم تسلّلت بين اروقة الفؤاد
فإختنقتْ بصراخ مقبور
على الصدر جثا…
عضّت كرة الثلجْ على جراحاتي
فنزفت ألما…
و قالت لي لما روحُكِ مثل روحي خواء
إنطفأت قناديل الفرح
فأمست حياتك مسارب ظلماء…
أرى في عمق عينيكِ ملامح طفلة
ترسم ظلال المساء…
طفلة تغفو في حضن القلق
تلوذ بوجع الصّمت
مثقلة بخيباتها…
قد جفّت منابع احلامها…
فإستبدّ بها الإنزواء
قلت :
هي طفلة سقطت من يدها قطع الحلوى
فأمعنت في البكاء…
طفلة… تعثّرت خطواتها
حين كانت ترقص لتقتل وحشة المساء….
طفلة …ذوت نار البهجة في عينيها
فتوغّلتْ في حزنها
حتى إبتعدت في عمق المدى….
طفلة.. ظلّت زفرة منها في صدري
تتشكّل في ذاكرتي كمومياء…
طفلة قد نسيتُ إسمها ، لكن أتذكر جيدا شكلها…
و صوتها مازال كما الحنين
له في نفسي صدى….
تجوّلت كرة الثلج في أعماقي
ثم قالت: كلانا في الصّمت سواء
أرى حزنك يشبهني ..
و الأيّام قد عصفت بنا
فلا تجزعي …
سأزرع آمالك في عمق الربى
و أرويها من دموعي
فتنبت في فجاج روحك
زنبقة ماء….
سامية القاضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق