الرئيسيةمقالات

كورونا والوضع السياسي / محمد جبر الريفي

بعد انتشار فايروس كارونا ومما سببه من ذعر وهلع بين الناس وانشغال الأوساط الحكومية في كثير من بلدان العالم باتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من انتشاره كاغلاق المدارس والجامعات ومنع التجمعات والحد من التنقل والسفر عبر الحدود والحجر الصحي في المعابر ..إلى غير ذلك من الإجراءات الوقائية العديدة ..بسبب تفشي هذا الفايروس ووفاة ضحايا كثيرين خاصة في الصين البلد الأول الذي اكتشف فيه حيث شاع أن سبب ذلك هو النمط الغذائي الذي اعتاد عليه الصينيون وكذلك تفشيه
في كوريا و إيطاليا وإيران بمعدلات أكثر من غيرهم ..بسبب ذلك الانتشار للفايروس قل الحديث عن السياسة وما يجري من أحداث سياسية كان لها رواجا في أجهزة الإعلام فلم يعد يسمع المرء الان كثيرا عن الانقسام والمصالحة والدور المصري و لا عن صفقة القرن ولا عن ما يجري من تطورات في الأزمة السورية وقل الاهتمام بما يحدث من إحتجاجات شعبية ضد أنظمة في المنطقة وما سيحدث ايضا في الكيان بعد فوز نتنياهو وهل بمقدوره أن يشكل الحكومة القادمة .. كذلك على المستوى العالمي قل الحديث عن مزاجية ترامب وخطر كوريا الشمالية على الاستقرار العالمي كما تدعي أجهزة الإعلام الأمريكية .. لم يعد حديث الناس وما تبثه الاذاعات المسموعة والمرئية ولا ينشر في صفحات التواصل الاجتماعي الفسبوك والتويتر إلا عن كارونا وهو الخطر الذي وحد العالم لقدرته على تخطي الحدود القومية والقارية وأصبح بذلك مظهرا من مظاهر العولمة الصحية بجانب العولمة السياسية والثقافية ..فإذا كان الاهتمام بالحياة وأطالة العمر خشية من الموت فلماذا تنشب الحروب بين الدول وقد كلفت الحرب العالمية الأولى والثانية ملايين من القتلى …وإذا كان الحفاظ على الحياة يصل بالعالم إلى هذا الهلع والذعر فلماذا يتم صنع القنابل النووية التي تستطيع في أي حرب قادمة بين الدول التي تمتلكها تدمير الكون وفناء العنصر البشري ..إذا كان فايروس واحد سبب هذا الذعر والهلع في العالم أجمع فلماذا هذا الاهتمام بوسائل التدمير والقتل بالتكالب على صنع الأسلحة المدمرة ..لماذا لا يرتقي الإنسان الذي سيطر على الطبيعة فيعمل على إنهاء كل العوامل التي تسبب الذعر والهلع وبذلك يعيش كما يتمنى حياة سعيدة ومديدة . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق