عواصم ثقافيه

مقتل ملك العراق فيصل الثاني 14 يوليو 1958

في عام 1916م انطلقت ثورة من بلاد الحجاز يقودها الشريف الحسين بن علي الهاشمي أمير مكة المكرمة وقتها ضدّ دولة العثمانية
وترجع بدايات تأسيس الدولة العراقية إلى مؤتمر عقد في العاصمة المصرية، القاهرة، في مارس 1921، وكانت أهم نتائجه إنشاء دولة ملكية في العراق.
وبموجب المؤتمر الذي عقد برعاية هيئة المستعمرات البريطانية، جرى تشكيل مجلس تأسيسي من مهامه تنصيب ملك على عرش العراق، ليتم بعدها اختيار فيصل بن الحسين ملكاً على العراق.
الملك فيصل الأول
وتم في 23 اغسطس من عام 1921 تتويج الأمير فيصل الأول ملكا على العراق وتنصيب عبد الرحمن النقيب رئيسا للوزراء الذي خلفه بعد عام عبد المحسن السعدون لتولي هذا المنصب، ولغاية 8 ستمبر 1933 حيث توفي فيصل الأول جراء ازمة قلبية المت به عندما كان موجودا في بيرن بسويسرا.
الملك غازي الأول
ثاني ملوك العراق وفترة حكمه من 1933 ولغاية 1939. سمّي ولياً للعهد عام1924 فتولى الحكم وهو شاب يتروح عمره 23 عاما، كان الملك غازي ذو ميول وحدوية عربية حيث عاش في طفولته وحدة الأقاليم العربية ابان الحكم العثماني، قبل تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى بلدان تحت النفوذ اما البريطاني أو الفرنسي. ناهض النفوذ البريطاني في العراق واعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها واعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطيةوالاثارية المكتشفة حديثاً، لذلك ظهرت في عهده بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.
المملكة العراقية الثانية
أما الحقبة الثانية – أو المملكة العراقية الثانية فتتمثل في مرحلة ما بعد خروج القوات البريطانية استهلت بتشكيل نوري السعيد باشا لوزارته وهو المعروف بحنكته وشكيمته ، عاقدا العزم على تأسيس حلف يضم الوصي على العرش سمو الأمير عبد الإله الهاشمي وبعض مراكز القوى من الوزراء والشخصيات التي تمثل الطوائف والأعراق المختلفة
فيصل الثاني
هو فيصل بن غازى بن فيصل، وعمه هو الملك طلال بن عبدالله ملك الأردن السابق، وابن عمه هو الملك حسين بن طلال ملك الأردن، وهو مولود فى بغداد فى 2 مايو 1935، ونشأ فيها وهو الابن الوحيد لوالده الملك غازى
التحق بالمدرسة المأمونية الابتدائية، ثم درس فى كلية فيكتوريا بالإسكندرية مع ابن عمه الحسين بن طلال ملك الأردن السابق، ثم سافر إلى لندن، وأتم تعليمه العالى فى 23 أكتوبر 1952، وكان عرش العراق قد آل إليه بعد مصرع والده الملك غازى فى 4 أبريل 1939 بحادث سيارة، وكان فيصل فى الرابعة من عمره، وتم تعيين خاله الأمير عبدالإله وصيا عليه، وكان نورى السعيد هو الذى يدير الدولة العراقية كرئيس للوزراء، كان فيصل ضحية وصاية خاله وسيطرة نورى السعيد بنفوذه والمدعوم من الإنجليز، ورغم انتهاء فترة الوصاية فى 2 مايو 1953.
وبعد تتويج فيصل ملكاً، فإن عبدالإله ظل فارضاً نفوذه ووصايته وتدخله، وكان الملك فيصل حدد يوم 8 يوليو للسفر لتركيا، لحضور اجتماعات حلف بغداد، على أن يغادر تركيا بعد ذلك إلى لندن للقاء خطيبته الأميرة (فاضلة)، لكن فى 7 يوليو طلب منه وزير المالية تأجيل سفره للتوقيع على مجموعة من القوانين لدول حلف بغداد، وفى يوم سفره أرسل شاه إيران برقية يقول فيها إن لديه معلومات يريد أن يبلغها لمجلس دول حلف بغداد، واقترح لقاء رؤساء دول الحلف ورؤساء وزرائهم فى إسطنبول يوم 14 يوليو 1958، واضطر الملك إلى تأجيل سفره للمرة الثانية.
وفى صباح يوم 14 يوليو 1958 استيقظ الملك على أصوات طلقات نارية وهب الجميع فزعين، وتزايد إطلاق الرصاص باتجاه القصر، ثم أخبرهم أحد الخدم بأنه سمع الراديو يعلن عن قيام ثورة، وفتحوا المذياع فسمعوا البيان الأول بصوت عبدالسلام عارف، وطلب ضباط الحركة من الملك وأسرته تسليم أنفسهم، فاستجاب الملك وخرج معه عبدالإله وأمه الملكة نفيسة جدة الملك والأميرة عابدية، أخت عبدالإله، ثم الأميرة هيام زوجة عبدالإله، والوصيفة وطباخ، وبعد تجمع الأسرة فى الحديقة فتح عليهم النار عبدالستار سبع العبوسى، فلقى الملك مصرعه، هو والأمير عبدالإله، والملكة نفيسة، والأميرة عابدية، وجرحت الأميرة هيام، لينتهى العهد الملكى فى العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق