شكراً لك أوروبا، فقد عرّفتينا بالقِسّ الأحمر فلانتاين
لله در غبطتك فلانتاين!
من يوم عرفناك، وقرأنا رسالتك، ونحن نحب بعضنا بعضاً
نحب بعضنا بعضاً حتى الموت…
لا كراهية، ولا حسد، ولا ضغينة، ولا نكد بيننا
أصبحنا مثلك قديسين: نأكل الحب، ونشرب الحب، ونحلم بالحب
نطبخ الحب، ونبني الحب، ونزرع الحب، ونتحدث لغة الحب
حتى عندما نتقاتل مع بعضنا بعضاً، نتقاتل بحب…
يموت القتيل وهو يحب القاتل… وهابيل وقابيل أخوان…
هدايانا أصبحت دبباً حمراء، وحلوانا كنافةً حمراء، وقلوبنا حمراء
حيطان بيوتنا طليناها بالأحمر القاني… والسقوف بالأحمر القاني
سلام عليك فلانتاين… سلام… سلام…
حتى حميرنا البيضاء، أصبحت كأخواتها حمراء… وحّدنا اللون يا فلانتاين
وشبابيكنا وأبوابنا دهنّاها بالأحمر، فأصبحت كبيارق البلشفيك قبل البروسترويكا
لا نلبس في عيدك إلا الأحمر… كأننا محابيس ننتظر في غرف الإعدام
شكراً فلانتاين… ألف شكر… لولاك ما تعلمنا الحب، ولا غنينا ” ليلة حب”
ولا “الحب كده” ولا “الحب كله”…
ولا تساءلنا: حبايبنا عاملين إيه في الغربة؟ أخباركم إيه في الغربة؟
شكراً لك فلانتاين… أجبرتنا… لا بل أقنعتنا أن:
نلون البيض بقشر البصل الأحمر، وأن:
نفطر قلاية البندورة… ونتغدّاها، وتسامحت معنا في العشاء
فكانت الشكشوكة…
كل عام وأنت بألف خير مستر فلانتاين… ونحن بألف خير…