الرئيسيةالمبدع المتميز الصاعد
عامل النظافة الذي يعمل في احد مقاهي الجامعة عربي، يحييني منذ عرف اني عربية،
بقلم مها عبادي
٢١/٠١/٢٠٢٠
١٨:٤١
عامل النظافة الذي يعمل في احد مقاهي الجامعة عربي، يحييني منذ عرف اني عربية، يدعو لي في كل مرة، كنت اضحك من تصرفه اذ انه لم يسالني يوما عن اسمي او اي من تفاصيلي، هو يحييني بحماس فقط لانه ربما شعر بالألفة
لم اشعر انا بتلك الأُلفة
اليوم، جلس مقابلي، بعيدا عني، لم يحدثني، كان الطقس باردا جدا وكان قد ضم قدميه محاولا التكور فوق الكرسي
كان يشرب مشروبا ساخنا
لقد رشف رشفة، ثم ضم شفتيه بطريقة غريبة
طريقة تشبه طريقة جدتي في ضم شفتيها في كل مرة تأكل فيها
ربما لم يلاحظ ذلك غيري، انا الاحظ التفاصيل اكثر من اللازم، بطريقة تؤلمني لاحقا، شعرت بوخزة.
ربما كانت لو رأتني ستوبخني على عدم ارتدائي سبع كنزات واحدة فوق الاخرى، كانت ستحضر لي الطعام الساخن، ثم تدعو هذا العامل على العشاء، كانت ستعرف كل تفاصيل حياته في محادثة واحدة، وغالبا كانت ستقتني الهدايا وتحضر الطعام لابنائه
ضم شفتيه مجددا بعد رشفة اخرى
وخزة اخرى في صدري
اعتذر له
لم احييه ابدا بنفس الحماس
اعتذر لنفسي، التفاصيل يوما ستقتلني
اعتذر لها
لاني لم اخبرها يوما اني احب تفاصيلها
طريقة ضمها لشفتيها حين تاكل
صوت ضحكتها المكتوم
التجاعيد فوق شفتيها التي تختفي كلما ضحكت
ربما تكون الجدة الوحيدة التي تختفي تجاعيدها حين تضحك
حتى انا ابنة العشرين تظهر تجاعيدي حين اضحك
اعتذر
اشعر الان بالألفة
بطريقة مؤلمة