اقلام حرةالرئيسية

تجارب أسطورية في الكفاح الوطني / بسام الكعبي

20
ومن المؤكد أن المكتبة الفلسطينية والعربية تتطلع بشغف لقراءة تجارب أسطورية في الكفاح الوطني، وحكايات أسرى تسرد تفاصيل ثلاثة عقود ونيف في سجون الاحتلال دون أن تنكسر: نائل البرغوثي، كريم يونس، ماهر يونس، محمد الطوس، إبراهيم بيادسة، رشدي أبو مخ، إبراهيم أبو مخ، أحمد أبو جابر، سمير ابو نعمة، محمد داود، بشير الخطيب ومحمود الخطيب ومئات قضوا عقدين فأكثر من عمرهم في السجون.
أخيراً، لا بد من الاعتراف بأن الأدب الواقعي ظل على الدوام مستهدفاً من الصحافة الاستهلاكية، فأدوات الأدباء أكثر براعة وقدرة على توظيف الحواس والمعرفة اللغوية في صياغتهم السحرية للواقع، وهي تفرض على صحفي مثلي تأملاً في محراب اللغة وجمال العرض ورشاقة الأسلوب الأدبي.
بذلتً جهدي لصياغة نصوص صحفية متحررة من القوالب النمطية للصحافة عبر مزج الريبورتاج مع البروفايل، وعرض انطباعاتي الشخصية؛ لتشكيل نص سردي واقعي مفتوح يلامس، قدر الإمكان، باب السرد الروائي.
سجلتُ نصوصي الصحفية في نطاق المهنة والتجربة الشخصية، ومن المؤكد أنها عجزتْ، وستعجز، عن الوصول إلى آلاف الحكايات المنسية للأسرى والأسيرات وقصص ذويهم؛ التي تستحق أبهى النصوص، وأجمل الكتب.
ولأن الحرية لا تتجزأ، اتجهتُ لنشر نص عن المناضل الفذ نيلسون مانديلا بمئوية ميلاده مستفيداً من المواد الهائلة المنشورة عبر الشبكة العنكبوتية، وموظفاً حضوره الرمزي من خلال نصب تذكاري يرتفع وسط ميدان مانديلا في حي الطيرة غربي رام الله، وقد تحوّلت ساحة النصب التذكاري إلى منارة تستقطب يومياً شباب وشابات فلسطين، وتدفعهم للتأمل في قامة عملاق لم ينكسر طوال كفاحه المرير.
آمل أن تليق هذه السرديات بأبطالها الحقيقيين، وتلقي ضوءاً بسيطاً على بعض الجوانب المجهولة من سيرة صمودهم الأسطوري وكفاحهم الأخلاقي لانتزاع الحرية والعدالة.
ختاماً، أشكر الأصدقاء الأعزاء: عيسى بشارة على مراجعته للنصوص، ظافر شوربجي على لمساته الفنية في التصميم وحرصه على الإصدار، يوسف أبوسمرة على حواراته الدائمة بضرورة النشر؛ لعل نصوص (جمر المحطات) تضع المُتلقي في جمر معاناة مفتوحة لشعب عنيد: لا يرفع راية بيضاء، يتمسك باستمرار كفاحه الأخلاقي، ونضاله العادل من أجل تحقيق الحرية والانتصار، وحق عودة اللاجئين، وضمان العدالة الاجتماعية بتوزيع منصف للدخل الوطني.
ب ك
(انتهى)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق