مقالات

لماذا لا نتذكر أوطاننا الا في أوقات الشده وفي الأعياد والأيام الوطنية ؟

الدكتور محسن الشيخ ال حسان

دعوني لا أحدد أشخاص معينين أو شعوب معينة وربما أمم لايتذكرون بلدانهم و أوطانهم الا أيام الشده إذا تعرضت أوطانهم للغزو خرجوا من بيوتهم للشوارع في مظاهرات ضد الغزاة والانساني الذي لا يتفق معهم يعتبرونه خائن للوطن، و كأنهما هم فقط من سيحاربون ويقضون علي الغزاة وهم جالسون علي مقاعدهم الفخمة في منازلهم يتفرجون علي مايحدث لابناء شعبهم من قتل ومن تشريد وإعتقال وزج بالشجون. من خلال شاشات التفرع فقط، وهناك البعض من يتذكر وطنه في اليوم أو العيد الوطني لبلاده فيخرجون أيضا للشوارع بالأعلام وصور قادتهم وهم يرددون:” بالروح بالدم نفديك ياوطن” و “دام عزك ياوطن” و “فوق هام السحب”، وباقي الأناشيد التي يرددونها صوتا و صورة فقط دون معرفة بمعاني الكلمات، فهل تعتقدون أن هؤلاء يحملون ولو ذرة حب وولاء لاوطانهم؟ أنا شخصيا أعتقد نعم، ولو محبتهم مبنية أحيانًا علي مصالح شخصية أو كسب شهرة و إبراز صورهم في المظاهرات التي تتم أحيانًا بعيدا عن أوطانهم كإثبات وجود. وأنا شخصيا لي نظرة مختلفة عن أغلبية هؤلاء وفي نظري أن حب الوطن والولاء لقيادته و أرضه لاتحدد بمناسبة أو يوم أو شهر أو حتي سنه. الولاء وحب الوطن يتجدد علي طوال العام، ويتعزز الانتماء، ويزداد العطاء، مع كل يوم وشهر وسنة تضاف لعمر الانسان والوطن في مسيرته التاريخيه، التي سجلت أجمل الملاحم والتضحيات و الإنجازات والبطولات، في ملحمة وطنية جمعت شمل أفراده وآسره وقبائله المتصارعة ومختلفه حتي تصالحت، ووحدت قلوب شعبه وحدود مدنه ومناطقه و أطرافه المتباعدة حتي تقاربت، و أحتوت الأفئدة والعقول حتي تألفت، لتثمر تلك الملحمة عن تأسيس وطن رائد فيً قوته ووحدته و نموذجه، قائد في مسيرته، معطاء في موارده، و فريد في كرمه، يتلألأ بين الاوطان عزة وكرمًا وشهامة و مكانة، ويسمو عزا ورفعة، ويتألق حكمة وحزما، إستحق الصدارة والنجاح، فتفتحت أمامه كل الأبواب المغلقة إحتراما وتكريما لعطائه ولمكانته عبر الخطوط، و إستحقاقا لجهود دائمه تبذل لحفظ الامن والامان والاستقرار والسلام لابناء الوطن من مواطنين ومقيمين وزوار.
لا ضرر ولا ضرار أن نحتفل بمناسباتنا الوطنية (أيامنا و أعيادنا الوطنيه) لنستشعر بها تاريخنا و مسيرتنا الوطنيه نعيش عبقها،و نستذكر أحداثًا وطنية فارقة، لتلتقي فيها أفئدتنا و فرحتنا مجتمعه. نعم نحتفل بأمن و أمان نعيشه و نحرص علي ديمومته، ونسعد بفعاليات مبهجه يشترك فيها جميع المواطنين والمقيمين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وتسهم فيها كافة مؤسساتنا و قطاعاتنا، يجمعنا فيها حب الوطن والولاء للقيادة، قبلهما الانتماء للدين الحنيف. ولكن علينا أن نتذكر أن حب الوطن هو غريزة مزروعه في عقولنا وقلوبنا لابد أن نبرزها و نؤكدها في كل ساعه ويوم وشهر وسنة وطوال سنوات حياتنا لكي نرد فضل الوطن علينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق