عِشتُ الحياة أخاف من غدرالزمن … وأُعـامـــلُ الأيــامَ في الـظَّـنِّ الحَـسَنْ
وأسـايــرالأيــام رغـــمَ جـنــونِـهـا … وأُنـيــرُ لــيــلَ الـتــائـهـيـنَ بِـلا مِـنَـنْ
وأَفُــكُّ كَـفّـي لـلـصـحــابِ جميعهم … وأكُـــفُّ فََـكّـي عــن كـلامٍ مُـمْـتـهَــنْ
فَـوجـدتُ دهـرًا جـاحِـدًا مُـتَـقـلِّــبًــا … يُقـصي الأمينَ ويعشقُ الرجلَ الأفِـنْ
والناسُ بعضَ الناسِ يشغَلُ فـكرَهم … حــبُّ الـمـنـاصـب والدراهمَ والـفِـتنْ
فرأيتُ بعضَ الوحشِ يحفظُ عهدنا … ويـكـونُ درعًـا في النـوائب والمِحَـنْ
أمّــا ابــنَ آدمَ في الـحـيـاةِ رأيـتُــهُ … عــبــدًا ذلـيـــلًا هــامَ في كــأْسٍ وَدَنْ
مِـن أجـلِ هـذا قـد هجرتُ مجالسًا … فـيـهــا امـتـهــانٌ لـلـفـرائضِ والسُّنَنْ
فََـلِـذا اتـخــذتُ وسـيـلـةً مضمـونةً … فـيـهــا الـسـلامـةُ والسكـينةُ والسَّكَـنْ
أَنْ لا أُبـالـغ في الـتـواصلِ والجفا … وأعـيــشُ في حَـذَرٍ عـلى باب الزمنْ
وبـكــلِّ حِـرصٍ لا أُزكّي فـانـيًـــا … وَبأَن سـوءَ الـظَّـن من حُسْـن الـفِـطَنْ (م)
إِلّا بِــخــيــرِالـمــرســلـــينَ وآلِــهِ … وَبِـشـرعِ ربِّـــكَ لا بِـأعــوانِ الـوثــنْ
أحــيــا غـريـبًــا في بـلادي تـائهًا … فـالـقـهــرُ أن تحـيا غريـبًا في الوطنْ
دنياكَ فاحذرْ إِن كَسَتْ قد أوْكَسَتْ … وَرَمَـتْـك في قـاع الـضـلالةِ والـدِّمَنْ
لا تـخـدعَـنَّـكَ إن جَلَتْ قد أَوجَلَتْ … ولَـو امـتـلـكـت بـلادَ فـارسَ والـيمنْ
وإِذا حَـلَـتْ يـومًا بِـعـيـنك أْوحلَتْ … تُـغـريــكَ بالعيش المُنكَّسِ في العطنْ
فاحــذر من الـدنيا ومن أطـوارها … فَـهْـي الـدنــاءة والـنــدامـة والـعَـفــنْ
وأَفِــرُّ مِن دنـيــا تـعـاظـم شــرها … وتــزيــدُ في قـلـبي المرارةَ والحَـزَنْ
آوي إلى أرضِ الـمـقــابـر كُـلَّـما … ضاقَ الفضاء ونالَ مِن عزمي الوهَنْ
فبأَرضها أجِـدُ الـهـدوءَ وراحـتي … بِـتـذكُّــرِ الـمــوت الـمُــؤكــد والكـفـنْ
لو أنَّ بـعـض الـنـاسِ تُـدركُ أنها … تَـمـشي إلى نَـفْـسِ المصيرِ الـمـرتهنْ
لَبَكَتْ على ماضٍ تولى وانْـقضى … في غـمـرة الـعـمـرالـقـصـيرالمُمْتَـهنْ
مِنْ دونِ أَن تَـرْقى بِـفـكــرٍ نَــيِّـرٍ … فـوق الصغائر نحـو فـردوسِ الـعَـدَنْ
وتُـقـيـمُ للأَجـيـالِ صرحًا شامـخًا … وتُحاربُ الإِفـسادَ في أرضِ الـوَطَـنْ
