الرئيسيةمقالات

من مخطوطات شن المفقودة { المخطوطة السابعة والعشرون } المقامة العبثية

أمين أسعد زيد الكيلاني(شن) قضاء حيفا

قال الراوي :
أنه رأى شنا قرب تلة الهوى،وقد حارب الضلال ومن غوى.ثم نضا عن ساعديه متجهزا.وشمر عن ساقيه متحفزا.من أجل مقارعة الضلال،وتهدئة الأحوال.
وشرع يعمل جاهدا ومجاهدا.ليبقى الحق في العرف سائدا.
فبدأ يرتق جراح بني قومه النفسية.متبعا آسال آبائه الأبية. وكلما رتق جرحا،نبتت زهرة فوحا. ثم خاطب بني قومه بوعد ووعيد. وحذر فيهم كل شقي وسعيد. واستشار منهم في أمرهم كل فقيه ذي قول سديد.وأقام الحجة على كل جبار عنيد. ثم اعتلى منبر تلك التلة. مبينا أسباب تلك العلة. التي أتت على قومه بالمذلة.فشخص ببصره نحو السماء.ناشدا الامل والرجاء.وقد رفع يديه في الهواء.والناس من حوله أفئدتهم هواء. ولم يدركه فتور ولا عناء.وهو يروم الدواء لذاك الداء.واعجزه داء الموت.وما تبعه من فوت. وكذلك من شاخ وهرم.ثم مات فأرم.ومن طالت ضجعته. وصحبه في رمسه نوره أو ظلمته.
ويستأنف الراوي قوله ويقول:وهنا وقف شن وتزنر ببيت شعر.ثم تلاه بصوت جهر. وكأنه يذكر من يدكر.وقال:
(كل ابن انثى وإن طات سلامته
يوما على آلة حدباء محمول)
ثم غدا يصول ويجول.ويكأنه عن اوزار قومه مسؤول.وقد رأيته يتوشح ببيت ثان.وقد اظهر واوضح به المعاني.فانشد بصوت عال.واصفا ذاك الحال.فغرد وقال:
(أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا)
فانبثق من بين السطور حرف العتاب.فطفق بحثا عن الصراط والصواب.ليرمم ما استطاب قومه من خراب.ويجمع شمل تفرق الاحباب.فأخذ العذل منه مأخذه.فعصب شن جبينه ببيت ثالث وانفذه.ثم انشده لمعذره.وباللوم والعذل ذكره.وكانه من حسنه فاسكره.فذكره:
(لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه)
ثم يقول الراوي.وبعد هذا القول.استرجع شن ما قاله من قول. فعاد إلى ذكر إبن زهير.وعتابه لأخيه بجير.وقصيده الذي مدح به الرسول.فنال بذلك عفوه المامول.وينتقل بعد ذلك إلى إبن زيدون.وقصة فراره من السجون.والحديث كما تعلمون شجون.وحبه لولادة.وابن جهور وأصفاده.ثم يذكر طارق ولذريق. وهجرة ابن زريق.وقمره الذي في الكرخ قد استودع.
فلم يعد اليه غانما ولم يرجع.فكتب قبل موته يتيمته المشهورة.التي وصفت حال شوقه وسعيره.وكيف نضب نبعه وصمت خريره.وبقصيدته رثا نفسه.واظهر اوج مشاعره وحسه.ثم يعود شن لذكر قومه.بني ابيه وامه. ويقارن بين أمسه ويومه.وهنا تأتيه طبقة.وقد شدت مئزرها بخرقة خلقه.وهي تشكو له ظلم تلك الطبقة.وقد سرقوا منها شذاها وعبقه.فأغضب ذلك شن وأرقه.وهو الذي اراد ان يغيرهم حدثا حدثا.فأدرك أنه قد أضاع فيهم وقته عبثا.فعاد ليجتر كلامه اجترارا.وقد شرب الصبر على قذاهم مرارا.فوقف ودعا عليهم جهارا: رب لا تذر على الارض من الظالمين ديارا.

أمين أسعد زيد الكيلاني(شن)
قضاء حيفا
الاربعاء : 25/12/2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق