الرئيسية

من مخطوطات شن المفقودة (المخطوطة الرابعة والعشرون)

أمين أسعد زيد الكيلاني(شن) قضاء حيفا - فلسطين

يقول الراوي :
ولما مد شن يمينه على جبهته وتحسس بصمات الزمن المسبوكة في نقراتها.وذلك من قبل أن يذبل ورقها الظليل،أو من قبل أن يبلغ ثمرها الفج نضوجه.تعثرت أنامله بجذع ذاكرته الناتئ من أسفل غرته الغراء ومن فوق حاجبيه اللذين كادا أن يكونا أقرنين.
بدأ يلتمس صفحاتها المكدسة فيها بغير ترتيب،صفحة تلو أخرى ، وتراها هامدة وتمر عليها أنامله مر السحاب.وقنديلها المسروج بزيت أجداده يشع نورا.شجرة مباركة وجنات ألفافا.
أول صفحة طفت ملامسة،كانت صفحة شوارع القدس القديمة.فتذكر فيروز وحذاءها الاسود اللامع وشعرها المقصوص بعناية واناقة فائقتين.ويسرح ثانية مع صوت فيروز المخملي وعواء الذئب. ومن الذئب الى معاوية فسرحان وكليب وجساس.فحرب البسوس ثم داحس والغبراء،
فتتوالى الصفحات وقد زجت بها الذكريات. فأيام العرب ومنها يوم حليمة.فالنابغة،فالمتجردة والنعمان بن المنذر وملوك الغساسنة وهروب جبلة بن الأيهم.وقيصر الروم والقسطنطينية فصقر قريش فبلاد الاندلس.غرناطة، قرطبة، اشبيلية.ابن زيدون وولادة بنت المستكفي.وعبدالله الصغير وامه عائشة.وقولها المأثور :
أبك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال
ولسان الدين بن الخطيب.وموشح جادك.الغيث.فواد الغضا وواد القرى وواد النمل.ثم طبقة. وهنا تدمع عين شن شوقا وحنينا.يحن إليها وهي على بعد رمش عين من عينه.
ثم تتقلب الصفحات متناثرة غير مرتبة الا انها تسير بذاكرته برتابة وتجانس.وهكذا هو هكذا.

أمين أسعد زيد الكيلاني(شن)
قضاء حيفا – فلسطين
الاربعاء : 27/11/2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق