الرئيسيةمقالات

المعلمُ في يومه وكل يوم رِفْعَةٌ وشموخ

بقلم : عزت ابو الرب

وكيف لا يكونُ شامخاً؟! وعملُهُ يقترنُ بما بُعِثَ به رسولُ الله -محمد صلى الله عليه وسلم-، “وإنما بُعِثْتُ معلماً”(1).. عجبتُ لمن يشتركُ مع سيدِ الخلقِ بهذا الشرفِ العظيم، كيف لا يكونُ سامقاً في أعين الناس، سامياً في أفعالِه وأقوالِه، واثقاً مُعتداً بما هو فيه. كيف لا يجْعلُ من نفسِهِ مِحَجاً يأوي إليه السائلون والمتعلمون. كيف لمن أضاء له معلمُ البشرية معالمَ تلك الرسالة الإنسانيةَ أنْ يحيدَ عنها: “إنّ الله لم يبعثْني مُعَنِّتاً و لا مُتَعَنِّتاً ولكن بعثني معلماً وميسراً”(2).. فكيف لا يكون كالماءِ رقةً وكالهواءِ لطافةً، إذا قال أصْغتْ وأصختْ إليه القلوبُ والآذان، وشَخَصتْ إليه العيونُ.
ألا تعلمُ -أيها المعلمُ- أنكَ أسمى وأعزُّ الناسِ؟ وكّلَ الخليفةُ المأمونُ الفرّاءَ/أبا زكريا ولديْه يلقنُهما النحوَ ويؤدبُهما، فلما أراد القيامَ يوماً، ابتدرا إلى نعله، فقدّمَ كل واحدٍ فردةً، فبلغَ ذلك المأمونَ فقال: ( لن يَكْبُرَ الرجلُ عن تواضعه لسلطانه وأبيه ومعلمِه). وذاتَ يومٍ سأل المأمونُ الفراءَ من أعزُ الناسِ؟ فقال: أميرُ المؤمنينَ. فقال المأمون: بل أعزُ الناسِ من إذا قام ابتدر إلى نعلِهِ ولدا أميرِ المؤمنينَ. طاب وزها يومك. وكل يوم وأنت بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق