الرئيسيةمقالات

أشكال التطبيع العربي

بقلم :محمد جبر الريفي

تعددت أشكال التطبيع العربي المخزي والمذل مع الكيان الصهيوني وفي وقت يزداد فيه طابعه اليميني القمعي الفاشي وكل هذه الأشكال تعبر في حقيقتها عن هزيمة النظام العربي الرسمي في مواجهة المشروع الصهيوني المدعوم بشكل اساسي من الامبريالية الأمريكية التي بدأت تسوق في عهد ترامب الحالية الرواية إليهودية . .فمن فضائية الجزيرة القطرية التي رخصت لها الحكومة الإسرائيلية منذ فترة ماضية طويلة مكتبا إعلاميا كان باكورة مكاتب التمثيل التجاري والإعلامي العربي في دولة الكيان .. إلى زيارة وفود إسرائيلية متعددة إلى البحرين كان إحداها وفدا يضم حاخامات يهود شاركهم ملك البحرين نفسه بالرقص على شاكلة تشبيك الأيدي .. إلى زيارة نتنياهو إلى سلطة عمان واستقباله من قبل السلطان قابوس .. إلى مشاركة السفير السعودي في الحفل الذي إقامته السفارة الإسرائيلية في القاهرة بمناسبة بمناسبة مرور 71 عاما على تأسيس الكيان عام 48 والذي يسميه الإعلام الإسرائيلي بعيد الاستقلال … إلى عزف النشيد الوطني الإسرائيلي ورفع علم الكيان في ابي ظبي بدولة الإمارات على هامش مشاركة رياضيين إسرائيليين ..إلى إمكانية أقدام السودان على التطبيع مستقبلا وهو ما صدر عن وزيرة الخارجية السوداني بعد عزل الرئيس البشير … اخيرا التصريح الذي أدلى به وزير ألسياحة التونسي بصدد زيارة الاسرائليين المتكررة إلى تونس حيث قال الوزيرالطرابسي بأن 99 % من الزوار الإسرائيليين هم من أصول تونسية ومن حقهم زيارة “بلادهم” تونس ..وهنا لا ندري كيف يمكن التوفيق بين تصريح الوزير التونسي الذي يقر بزيارة اليهود الاسرائليين وهو شكل صارخ للتطبيع لأن هؤلاء اليهود الذين من أصول تونسيه هم مواطنون اسرائيليون يدينون بالولاء للكيان الصهيوني الغاصب وبين تصريح سابق للرئيس التونسي الجديد قيس بن سعيد عشية انتخابه بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو خيانة عظمى …هكذا أصبح التطبيع العربي في هذه المرحلة السياسية التي تمر بها المنطقة ظاهرة علنية تتسابق فيها قوى الرجعية العربية بسبب تبعيتها المطلقة للمعسكر الرأسمالي الامبريالي وكسب رضا الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة هذا المعسكر المعادي تاريخيا لقضايا شعوب بلدان العالم الثالث لذلك ليس غريبا على هذه الرجعية التهافت على القيام بإجراءات التطبيع مستغلة بذلك عدم وجود أي موقف عربي سياسي رسمي موحد تجاه الصراع العربي الصهيوني يمكن المراهنة عليه خاصة أن ثلاث اتفاقيات سياسية ابرمت بالاعتراف بهذا الكيان ..لقد جرت متغيرات نوعية كثيرة جعلت المنطقة العربية مسرحا للتدخل الاقليمي والدولي وقد انسحبت هذه المتغيرات على الموقف من الكيان الصهيوني فبسبب التمدد الإيراني ذي الصبغة الطائفية والسعي التركي لإعادة الهيمنة العثمانية من جديد بارتداء نظام أردوغان عباءة الإسلام السياسي أصبح الكيان الصهيوني العدواني لم يعد يشكل عند كثير من الأنظمة العربية عدوا رئيسيا لها لأن هناك أعداء آخرين جدد أكثر خطرا على هذه الأنظمة السياسية القمعية وأهم هؤلاء الأعداء الآن هي الجماهير الشعبية التي أخذت تخرج للشارع مطالبة بإسقاط النظام كما حدث في الثورات الماضية التي انطلقت من تونس على إثر حادثة البوعزيزي ثم أنحرفت بوصلتها بتعميم الفوضى السياسية بدلا من تعميم الديموقراطية أو الاحتجاجات الشعبية الجارية الآن في الجزائر والعراق ولبنان. .هذه الجماهير الشعبية التي انهكتها الأزمات الإقتصادية المعيشية الطاحنة وأطلقت عنان حراكها الشعبي مظاهر الفساد هي الآن التي تشكل العدو الرئيسي للأنظمة الفاسدة بدلا من الكيان الصهيوني. .إنه عصر الانحطاط السياسي والأخلاقي العربي وعنوانه الرئيسي التطبيع والفساد وكلا العنوانين يتجليان للعيان باقبح صورهما المشينة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق