يحكى أنه كان هناك ملك يحكم بكل عدل وانصاف وكان لديه إبن وحيد وعندما شعر بأن موعد رحيله من الدنيا قد حان طلب من الوزير أن يجمعه مع إبنه الأمير نفذ الوزير ما أمره به الملك وجاء بالأمير فقال الملك: إني على موعد لترك هذه الحياة ولكن أخشى عليك أن تهزم أمام سلطتك فلذلك سوف أعطيك ورقة أعطاني إياها جدك قبل ان أمسك السلطة واليوم أنا أعطيها لك لتعمل بها كما كنت أعمل بها من قبل ولكن قبل أن تأخذ أي قرار إذهب وافتح الورقة وستجد الحل المناسب وبعد انتهاء الملك من الوصيه توفي قام الأمير بمراسم العزاء كما يجب وبعدها أصبح هو الملك وأخذ الكرسي عن والده لم يهتم الأمير لأمر الورقة استمر في الحكم بشكل طبيعي حتى جاء اليوم الذي أصرت عليه أمه أن يتزوج ببنت خالته اخبرها بانه موافق وذهبت أمه وطلبت من أختها أن تحضر في المساء مع ابنتها لكي يتعرف عليها وفي المساء جائت الأم مع ابنتها وتم استقبالهم واخبرت إبنها الملك أن يخرج لكي يراها و يجلس معها ومن ثم رحل دون ان يتحدث إليها وبعد أن غادر الجميع وانتهت الضيافة قالت أمه ما رأيك هل أعجبتك أجاب الملك لا أدري يا أمي أشعر أنها ليست الزوجة المناسبة خرجت الأم : وأصبح الملك في حيرة هل ستكون الزوجة المناسبة أم لا و تذكر الورقه فتح الصندوق واخرجها وجد فيها ثلاث نصائح
1لا تأخذ القرار من قلبك عندما تكون حزين أو سعيد خذ القرار من عقلك وقبل أن تقرر فكر جيدا
2 اعرف جيدا عمق البحر قبل ان تدخل اليه حتى لا تغرق دون أن تشعرو
3 لا تأخذ القرار من إمرأة حتى وإن كانت أمك
تعجب من النصائح وأخذ يفكر
ما المقصود في الثلاث النصائح
وبعد تفكير طويل جدا قرر أن يطلع رحلة قصيرة مع أحد الوزراء الى البر وبعد مرور يومين عاد الوزير وهو يحمل الملك وهو يصرخ لقد سقط من فوق ظهر فرسه وأصبح مشلولاََ لا يستطيع الحركه صعق الجميع من سماع الخبر دخل الملك الى القصر وأصبح مقعدََا لا يتحرك وبعد أسبوع طلب من أمه أن تكمل مراسم العرس من إبنة خالته
فقالت له بحزن للأسف يا بني لقد رفضت إبنة خالتك الزواج منك عندما سمعت بأنك اصبحت مقعدا حزن ثم طلب من الوزير أن يخرج إلى أهل المدينة ويقول من يقبل الزواج من الملك المعاق من يريد الزواج من الملك المشلول
أصبح ينادي كل يوم ولكن لم يجيب أحد والكل يتحدث من يقبل أن يزوج إبنته لرجل لا يستطيع أن يتحرك حتى وان كان ملكا لن يضحي احدا بسعادة إبنته ابدا أخبر الوزير بالأمر فحزن الملك وفي اليوم التالي كان الملك على السرير حزين فاقد الأمل جاءه الوزير مولاي هناك إمرأة كبيرة في السن تريد أن تقابلك سمح لها ودخلت المراة
قال ماذا تريدين أجابت مولاي أنا سوف أزوجك من إبنة زوجي المټوفي لقد تعبت وأنا أحمل همها أريد أن اتخلص منها اذا كنت موافق سعادتك اجابها هل انتي متأكدة نما مما تقولين هل ستضحي بإبنة زوجك لتعيش معي باقي عمرها في عجز وحزن وأسف وحياة مرة قالت هيا تعيش عندي مثل الخادمة وهي مسكينة لا ترفض أي طلب ولن يهمها حتى وإن عاشت بقية عمرها في خدمتك قال الملك أفهم من كلامك أنك تريدين أن تبيعيها لا أن تتخلصي منها ولكن هل عندك بنات غيرها أجابت نعم سعادتك عندي ثلاث بنات
فقال: لماذا لا تضحي بأحداهن لماذا اخترت أن تبيعي إبنة زوجك فقط حنت رأسها إلى الأرض وقالت يا مولاي لا أريد أن أهدم حياة بناتي لا اريد أن تعيش إبنتي في تعاسة أجاب الملك يا لك من إمرأة شريرة بكل سهوله موافقة على بيع سعادة إبنة زوجك اليتيمة.
انصرفت المرأة ثم طلب من الوزير أن يراقب كل حركة تحدث في منزل العجوز الوقحة انصرف الوزير وذهب لينفذ ما أمره به الملك فظل يمشي حتى دخلت منزلها واقترب الوزير من نافذة البيت وأخذ يتنصت على حديثهم
قالت العجوز فور دخولها المنزل أين الفتاة الشقية لقد رفض الملك الزواج منها رغم حاجته إلى أي فتاة تقبل الزواج منه ورغم هذا قال يريد أحد بناتي صرخت البنات الثلاث لا لا يا أمي هل وافقت على احدانا أجابت العجوز أكيد لا لم اوافق فهل أسمح أن يضيع جمال بناتي وحياتهن في قصر مع رجل عاجز لا يستطيع أن يقضي حاجته بمفردة أكيد لن أقبل وكل ما أريده هو التخلص من هذه الحقيرة وأخذ المال ولكن لم يحالفني الحظ سحقا لها أين هي وبعد دقيقة ظهرت الفتاة المسكينه و قالت العجوز أين كنت أجابت لقد كنت أنظف المطبخ ماذا هناك يا خالتي
أجابت العجوز لن استطيع التخلص منك لم يوافق الملك المشلول على الزواج منك لقد طفح الكيل لقد سئمت من وجودك هنا ولكن سوف اتخلص منك عليك ان تتركي المنزل وتخرجي من حياتنا الى الأبد بكت الفتاة اليتيمة وقالت إلى أين سأذهب أرجوكي يا خالتي لا تخرجيني من البيت أنا لا اعرف احدا ولا يوجد أحد اذهب إليه اتوسل اليك لا تتركيني انا سأخدمك واخدم بناتك سآكل وجبة في اليوم ولن أعترض لكن اتركيني هنا قالت العجوز :
ستمكثين الليلة هنا وفي الصباح ستخرجين لا أريد أي مناقشة إنتهى الكلام سمع الوزير كل ما حدث وعاد و أخبر الملك بكل ما حدث شعر الملك بالغضب وقال:أيظلم بشرا في مملكتي لن أقبل بذلك اذهب وأحضر العجوز والفتاة
ذهب الوزير وجاء بالعجوز والفتاة اليتيمة ولم يبين لها ما حصل بينهما وعندما رأى الملك الفتاة إندهش من جمالها وبراءتها و قال:
أنا موافق ولكن بشرط قالت ماهو الشرط يا مولاي قال سيكون ثمن المهر لها هي فقط ولن اعطيك أي مال في المقابل انزعجت من شرطه ولكن لا يوجد خيار آخر قالت في نفسها لا يهم ذلك المهم ان تتزوج واتخلص منها وعندما تصبح زوجة الملك لن تتخلى عنا فهي مسكينه وقلبها طيب سوف آخذ كل ما أريده بكل سهولة
وافقت العجوز ثم سأل الملك الفتاة هل أنت موافقة على الزواج بي دون ان يجبرك أحد وهل أنت موافقه أن تعيشي معي وأنا عاجز وتصبحين زوجتي
أجابت بكل خجل وحياء نحن السيدات خلقنا من أجل خدمة أهل بيوتنا ونكون بجانب ازواجنا تحت كل الظروف إن لم تكن عندك اقدام تمشي بها سأكون انا خطواتك وان لم تكن عندك يدين سأكون لك ملعقة عند تناول طعامك اندهش الملك من طريقة كلامها وأسلوب حديثها وأمر بتجهيز العرس في أقرب وقت
أسرع الكل في التحضيرات وتمت تجهيزات الحفلة وبادر الناس في الحضور لتناول الوليمة وكان الكل يتهامس من تلك الغبية التي وافقت ان تبيع سعادتها مع رجلٍ لا يستطيع أن يحرك ذراعيه حقا إنها سوف تعاني و تندم وبعد دقائق حضرت العروس وجلست على المنصة تنتظر الملك وكان الكل ينتظره يأتي محمولا على الكرسي وبعد مدة قصيرة يدخل الملك وهو فوق الحصان بكامل قوته مثل الفارس وكان كل الحضور في صدمة وحيرة نزل من فوق الحصان وجلس بجانب زوجته وقال هل كنتم تفكرون أنني معاق واصبحت مشلولاََ ولا أستطيع الحركة لقد كانت خطة من أجل أن أجد الفتاة المناسبة ولقد وجدتها كنت أريد أن أرى من سيبع سعادته من أجل الملك وكنت أبحث عن من سيكون بجانبي في تعثري وفي صحتي وفي ضعفي وفي قوتي لا يهمني المكانة ولا السلطة ولا يهمني المقام كل الذي يهمني الوفاء الإخلاص الإحترام والأخلاق
انصدمت المرأة العجوز يا ويلي لقد كانت خطة كم كنت غبية كيف لم تخطر في بالي يا لحظك أيتها الغبية الحقيرة لقد أصبحت أميرة وأنا من أهديتك للملك بنفسي عاشت الفتاة اليتيمة مع الملك بكل فخر وسعادة لقد أخذت مكانها المناسب بسبب أخلاقها وحسن نيتها وإخلاصها بعد فترة عرف الملك ما قصد والده. الملك الراحل بالنصائح والوصايا
حكايا زمان
