الرئيسيةشعر وشعراءمنظمة همسة سماء
نظرة على قصيدة غَزَّةُ.. والموت يسكن في الزوايا لسفيرة الثقافة الدكتورة د فاطمة إغبارية بقلم : شاعر الأمة محمد ثابت

نظرة على قصيدة غَزَّةُ.. والموت يسكن في الزوايا لسفيرة الثقافة د فاطمة إغبارية ٠ بقلم شاعر الأمة محمد ثابت ٠
——
في هذه القصيدة تنتهج الشاعرة فاطمة أبو واصل إغبارية نهج الشعراء الذين يبكون على ياسمين الشام ،وزيتون الخليل ،وأمجاد الدولة العباسية التي وصلت فتوحاتها الي أقصي الشمال والجنوب ،وتبكي سقوط المدن مدينةً مدينة، بينما نقف نحن كالتماثيل نتفرج كالبلهاء ونبكي معها ،فهي ترثي العروبة والعرب ،وتذكرني بالشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي وهو يرثي سقوط غرناطة فيقول:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ
فلا يغرُ بطيبِ العيش إنسان ُ
تلك الأمورُ كما شاهدتُها دولٌ
من سره زمنٌ سائته أزمانُ
الف تحية لشاعرتنا القديرة المبدعة التي أمتعتنا بقصيدة عصماء.
–
قصيدة
غزة والموت يسكن في الزوايا
قصيدة لسفيرة الثقافة العربية الشاعرة د فاطمة أبو واصل إغبارية
—–
غَزَّةْ… وفيكِ النارُ تولَدُ في الدُّجى
والموتُ يسكنُ في الزوايا، مُوجِعَا
غَزَّةْ… وهل فوقَ الرمادِ لواعجٌ
أم أنتِ من تُنبِتْ جراحًا أروَعَا؟
يا جُرحَنا المفتوحَ… كيفَ جعلتنا
قلبًا يُقَطِّعُ فيه سيفُكِ أضلُعَا؟
يا سائلي عن حالِ قومي في اللظى
نحيا، ونحملُ فوقَ أكفانِ الدُّعَا
نُقصي الخطى، كي لا نُثيرَ غبارَهُمْ
لكنهمْ ألقوْا الترابَ مُفجِعَا
في كلِّ دارٍ، آهَةٌ، وقصيدةٌ
تنسابُ من بينِ الدمارِ لتسمَعَا
صُنعُوا لنا قفصًا، ولكنَّ الجَوى
في القلبِ نارٌ لا تُريدُ تَصَنُّعَا
نادَتْ، ولم تسمعْ سوى صمتِ المدى
وأجابتِ الريحُ النّحيبَ مُفزِّعَا
“كانَ الوليدُ سنايَ، ضوءِ حكايةٍ
من ذا يُعيدُ الحُلمَ إن لن يَرجَعَا؟!”
أينَ العُروبةُ؟ هل ترقْرقَ وجهُها؟
أم أنهُ في الذلِّ باتَ مُقنَّعَا؟
ما عادَ في فمِكمْ سوى وهمِ الرُّؤى
والصمتُ تاجٌ، والخنوعُ تَورُّعَا!
قد قُصِّفَتْ (غزَّةْ)، فهل خفَقَتْ لكم
نَفسٌ؟ وهل فيكم شهيدٌ سُجِّعَا؟
نبني من النكباتِ مَجداً خالدًا
ونُعيدُ شمسَ الحقِّ حينَ تَطلَعَا
نَمضي… وما انكسَرَ السلاحُ بقتلِنا
بل أصبحَ الأملَ الأبيَّ المُبدَعَا