الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي

الصّيّاد- قصّة قصيرة / عامر عودة

المسألة مسألة وقت.. يجب أن اتحلى بالصّبر، فالصّبر مفتاح الفرج، وسأحقّق مبتغاي. فها هي “حوريّة” جميلة بيضاء كالثّلج، تمرّ أمامي. ليتها تقع بين يديّ لأتمتّع بسحرِ جسدها وأنعم بملامسته ومداعبته، قبل أن أتذوّق طعمها اللّذيذ…
لكن للأسف يبدو أنّ وجودي لا يعنيها، فتبتعد بكبرياء… ثمّ تمرّ “حوريّة” أخرى سمراء جميلة، تسير برشاقة وخفّة. تنظر إليَّ بعينيْها السوداوتين وتعرف أنّي أريدها وأنتظرها لتقع… تُرهبها نظراتي الشّبقة، فتهرب خائفةً لئلا تأسرَها غريزتها وطيبة قلبها. لكنّي لا أيأس، فأنا أعرف أنّ الجوع والحرمان وحشان خطران.
أرتشف آخر جرعة منَ السّائلِ الأصفرِ البارد الّذي أمامي. وأشعر بأنّ رأسي بدأ يثقل؛ فشُرب الكحول على معدةٍ خاويةٍ يفعل فعله… ولكنّي مصرّ أن أحصل على ما أريد. فمنذُ الصّباح لم تمرّ أمامي أيّ “حوريّة” منَ الّتي أشتهيها. أمّا الآن فكلّ مغرياتِ العالَم أمامي، وليس بعدَ الصّبر إلا الفرج…
يبدو أنّني سأنال مأربي، وأُسكت جوعي. فها هي صنارتي تهتزُّ وعلقت بها الضّحيّة. أبدأ بسحبها… وأشعر بمقاومة قوية لم يصدف أن شعرت بمثلها من قبل، فأخشى أن ينقطعَ الوتر… لكنّه يصمد، وأبدأ بسحب الضّحيّة… ويا للهول!! يا للمفاجأة!! إنّهما “حوريّتان” كبيرتان وجميلتان. واحدة بيضاء كالثّلج، والثّانية سمراء طيبةُ القلب…
(عامر عودة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق