الحالة الفلسطينية تراوح مكانها ولا يبدو في الأفق أي أمل بالمصالحة وتجاوز الانقسام المعيب والمسيء والمدمر، الذي ترك اثاره السلبية على المشهد السياسي الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية ومستقبلها.
وفي الآونة الأخيرة استمعنا إلى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة وما جاء فيه من افكار وطروحات وامكانية اجراء انتخابات في القريب، واعلان لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية عن الجاهزية لتنفيذ العملية الانتخابية.
وفي غمرة هذه الاحداث جاءت مبادرة الفصائل الفلسطينية الثمانية لإنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية واعادة اللحمة وتوطيد الوحدة الوطنية، واعلان حركة ” حماس ” موافقتها على المبادرة وخطوطها العريضة، ما يجعل إنهاء حالة الانقسام ضرورة ملحة تفرضها الظروف السياسية، وكمطلب شعبي وجماهيري فلسطيني، في ظل التحديات الراهنة التي تحيق بالمسألة الفلسطينية، ولمواجهة صفقة القرن الامريكية الهادفة والرامية إلى تصفية حق العودة، وقبر الحق الفلسطيني ومنع اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
ويرى الكثيرون أن الانتخابات قد تكون حلًا للخروج من المأزق وتجاوز الأزمة الفلسطينية الراهنة، وذلك كأحد أشكال الديمقراطية وانتخاب من هو أهل لقيادة المسيرة واصلاح الحال الفلسطيني.
وباعتقادي المتواضع انه لا بديل ولا خيار عن تنفيذ الانتخابات العامة الشاملة لتغيير الاوضاع وإنهاء الحالة الانقسامية التي تعصف بالشارع السياسي الفلسطيني، فهي ضرورة ملحة ومهمة في ظل الظروف السياسية والذاتية. وعليه لا بد من خطوة جدية وتحديد موعد اجراءات الانتخابات بكل المؤسسات والهيئات الفلسطينية، والالتزام بما ستتمخض عنه من نتائج.