اخبار اقليميهالرئيسية

تقرير أميركي: تركيا تتجنب مواجهة روسيا والناتو غير متحمس

تكبد الجيش التركي خسائر جماعية في غارة جوية شمال غربي سوريا في وقت متأخر من يوم الخميس، وهو هجوم يمكن أن يغير بشكل كبير مسار الحرب السورية مع تزايد المخاوف من نشوب صراع مباشر بين روسيا وتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.

وقال رحمي دوغان، الحاكم التركي لمحافظة هاتاي (جنوب البلاد)، إن 33 جندياً تركياً على الأقل قتلوا وجرح أكثر من ثلاثين آخرين، وهي خسائر تركية غير مسبوقة

تظاهرة أمام سفارة روسيا

وقال مسؤولون أتراك إن الغارة نفذتها القوات الحكومية السورية، لكن الطائرات الروسية شنت معظم الغارات الجوية في المنطقة في الأسابيع الأخيرة. وتجمع المتظاهرون الأتراك فى إسطنبول أمام القنصلية الروسية هناك فى وقت مبكر من اليوم الجمعة، وهم يهتفون “روسيا القاتلة! القاتل بوتين!”.

وتجنب المسؤولون الأتراك إلقاء اللوم على الحكومة الروسية في الهجوم على قواتهم في سوريا، على أمل تجنب مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي الأقوى بكثير، وإبقاء الخط مفتوحاً لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ولطالما دعمت تركيا قوى المعارضة في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ تسع سنوات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد. ولقد هزم الأسد، بدعم من روسيا وإيران، الانتفاضة إلى حد كبير، بتكلفة بلغت مئات الآلاف من الأرواح وملايين اللاجئين.

مخاوف من حرب تركية-روسية

وتقاتل حكومته، بدعم من الطائرات الحربية الروسية، في إدلب لاستعادة آخر محافظة يسيطر عليها فصائل مسلحة في البلاد. وفي الأشهر الثلاثة الماضية، أدى القتال المكثف هناك إلى طرد ما يقرب من مليون شخص من منازلهم، مما خلق أزمة إنسانية على الحدود التركية.

وفي الأيام الأخيرة، تصاعد التوتر بين الجانبين، مما زاد من المخاوف من اندلاع حرب بين تركيا وروسيا، التي تسيطر على المجال الجوي في شمال غربي سوريا.

وقد نشرت تركيا آلاف الجنود في المحافظة لوقف تقدم الحكومة السورية، لكنها أعيقت بشدة بسبب قلة الدعم الجوي. وتقوم روسيا بحملة جوية عنيفة فى جميع أنحاء المقاطعة، حيث قصفت المستشفيات والمدارس والمباني السكنية، مما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 300 شخص خلال ثلاثة أشهر.

رفض طلب تركيا

وطلبت تركيا من الولايات المتحدة صواريخ باتريوت للمساعدة في الدفاع عن قواتها، ودعت حلف شمال الأطلسي إلى فرض منطقة حظر جوي لحماية ما يقرب من ثلاثة ملايين مدني في محافظة إدلب.

لكن واشنطن وأعضاء حلف شمال الأطلسي رفضوا حتى الآن الاشتباك عسكرياً شمال غربي سوريا بسبب التردد في مواجهة روسيا، بحسب مسؤولين غربيين. وتحجب الولايات المتحدة صواريخ باتريوت حتى توافق تركيا على تعطيل نظام الدفاع الصاروخي الروسي من طراز S400.

وللولايات المتحدة حوالي 500 جندي شمال شرقي وجنوب سوريا، تتمثل مهامهم الرئيسية في منع تنظيم داعش من العودة إلى هناك وحراسة حقول النفط السورية.

وكون تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي، أثار مخاوف في الغرب من أن أي هجوم على تركيا قد يتطلب رداً من الحلفاء في أوروبا وأميركا الشمالية، ما يؤدي إلى تصعيد كبير في الحرب السورية المعقدة أصلاً.

رغبة أميركية بعدم التدخل

وقال عمر جيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في قناة سى إن إن التركية الإخبارية “إن الهجوم ضد تركيا هو هجوم ضد الناتو”. وأضاف “كان يجب أن يكون حلف شمال الاطلسي مع تركيا ليس ابتداء من اليوم بل من قبل هذه الأحداث. ونتوقع اتخاذ إجراءات ملموسة بشأن المنطقة الآمنة ومنطقة حظر الطيران”.

ولم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض، لكن الرئيس دونالد ترمب أوضح أنه يرغب في الابتعاد عن الصراع، وسبق له أن أمر القوات الأميركية بمغادرة سوريا.

ويوم الأربعاء، قال وزير الدفاع، مارك إسبر، لأعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إن الولايات المتحدة لا تتطلع إلى إعادة تأكيد وجودها هناك. وقال “لم تجر مناقشة حول إعادة الدخول في الحرب الأهلية”. وأضاف “نعتقد أن أفضل طريق للمضي قدما هو من خلال عملية الأمم المتحدة الجارية”. غير أن العديد من المسؤولين الأميركيين علقوا على الغارة الجوية يوم الخميس بانزعاج.

بوتين والأسد مسؤولان

وقال السيناتور ماركو روبيو، الجمهوري عن ولاية فلوريدا، في تغريدة على تويتر إن “احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة بين تركيا وروسيا في سوريا مرتفعة جداً وتزداد بسرعة”، مضيفاً أن أردوغان “في الجانب الصحيح هنا بوتين والأسد مسؤولان عن هذه الكارثة الإنسانية المروعة

وقال كاى بيلى هاتشيسون السفير الأميركى لدى الناتو للصحافيين فى واشنطن يوم الخميس إن “كل شىء مطروح على الطاولة”.

وضرب الهجوم يوم الخميس القوات التركية بين بلدتي البراء وبليون جنوب مدينة إدلب. وقد تم وضع القوات التركية فى 12 مركز مراقبة أقيمت منذ أكثر من عام كجزء من اتفاقية خفض التصعيد مع روسيا.

وقال أبو يحيى، وهو مسؤول كبير في القوة القتالية السورية المدعومة من تركيا في محافظة إدلب، في مقابلة إن قافلة عسكرية تركية كانت تسير لإعادة إمداد القوات تعرضت لهجوم جوي أولاً، ثم تعرض مبنى تتمركز فيه القوات للقصف.

مكاسب كبيرة

وحقق المقاتلون السوريون المدعومون من تركيا مكاسب كبيرة في المعارك ضد القوات الحكومية السورية في الشرق في الآونة الأخيرة. وقد استولوا على بلدة سراقب على الطريق السريع الرئيسى أم 5 عبر المقاطعة يوم الاربعاء واشتبكوا فى معارك ضارية أبعد جنوبا يوم الخميس .
ودعا الجيش التركي وكلاءه السوريين إلى رفع استعدادهم للعمليات، حسبما ذكرت مجموعة إعلامية سورية.

وقالت أورسولا مولر، الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية، لأعضاء المجلس إن الحرمان الذي يواجه المدنيين شمال غربي سوريا “غير مقبول إنسانيا”. وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسيف، التي ستزور سوريا في نهاية هذا الأسبوع، “نحن بحاجة ماسة إلى وقف الأعمال العدائية شمال غربي سوريا”.

لكن الروس، الذين استخدموا حق النقض (الفيتو) ضد 14 قراراً لمجلس الأمن بشأن سوريا منذ بدء التمرد في عام 2011، رفضوا هذا النداء.
وقال فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى المنظمة الدولية، إن الحل الوحيد على المدى الطويل في إدلب وبقية سوريا هو “طرد نهائي لا رجعة فيه من البلاد لجميع الإرهابيين”.

ويشمل سكان إدلب البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص حوالي 1.5 مليون معارض للحكومة السورية، فروا إلى إدلب من أجزاء أخرى من سوريا، فضلاً عن أقل من 100,000 متشدد ومسلح، وفقاً للتقديرات.

وتشير الحكومة السورية وروسيا إلى أعضاء المعارضة المدنية والفصائل والمتشددين على أنهم إرهابيون.

المصدر: بندر الدوشي – واشنطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق