
أشياء قليلة تُسعدُ قلبي، تُربِتُ على كتفي، وتجعلني أبتسم.
معظمها يأتي مرةً في السنة منسابة على جناح صدفةٍ مُبهَمة.
لم تكن الابتسامة حِرفة أتقنها، ولم أسمح يومًا لستارة مسارحي القلبية إلّا أن تُسدَل لانتهاء المشهد، قلَّ ما وجدتُني أفتحها على مصراعيها.
نحنُ شعب أصبح مُتماهيًا مع الروتين حدّ النُخاع، نرفض كل صور السعادة ذلك لأننا لا نتعرف على هذا الكيان، نجده غريبًا عنّا لا يشبه قسماتنا الشرقيّة بتاتًا.
كلما لاح لنا طيف ابتسامة في الأفق شعرنا بخزيٍ أكثر، لأنّ الذاكرة لا تنام.
قد يحذف العالم ملامح الفَقد، لكننا لا نَجسُر أن نُعتِقَ ذاكرتنا من إرثنا الأسود.
مهما استفحل الأمر، تظلُّ اللحظات الشاعرية تلمس محاجر الدمع فينا.
لكنني اليوم، على غير العادة، أجدني أبتسم وأسمح للضوء بالتسلّل إلى روحي كلما استمعتُ لماريلين نعمان @marilynenaaman ، بل وأجدُ في ألحانها حزنًا جميلًا، لا يطمس هويتي بل ينبش عميقًا داخلي، يخلع الحداد عنّي ويُضفي لكلماتي مشاعر جديدة لم أختبرها من قبل.
لا أتفحصها ولا أحاول تفرُّس ملامحها، ترسمُ السعادة في قلبي وهذا ما يجعلني أطمئن.
ادركتُ أن الحياة لا تساومنا على الفرح، بل تنتظر شجاعتنا كي نمدّ أيدينا إليه.
ما عدتُ أخشى أن يلمع الضوء في داخلي، ولا أتردّد في استقبال لحظة دافئة تمرّ صدفة.
فربّما ليست السعادة ما نفتّش عنه… بل القدرة على السماح لها بأن تعبر إلينا دون خوف،
وكأننا لأوّل مرة نتعلّم أن نفتح النافذة… دون أن نعتذر للذاكرة عن ذلك.

