اخبار الفنالرئيسية

نانسي عجرم: لم آخذ قوتي من كاظم وتامر وأهلاً بعاصي وحماقي

يتحد في كيانها، الرقي التهذيب والجمال والكاريزما والموهبة والصوت الحلو، ويجتمع في شخصيتها، المثابرة والتحدي والإصرار على النجاح بدليل أدائها واجباتها كاملة كزوجة وأم لثلاث بنات، وحضورها القوي في المجال الفني كي تبقى دوماً في الصدارة. وهكذا هي المطربة اللبنانية نانسي عجرم، التي في أحدث حواراتها تخص «زهرة الخليج» بالحديث عن النسخة المقبلة من برنامج «ذا فويس كيدز»، والتغييرات التي طرأت على لجنة التحكيم، وتكشف عن موعد أسطوانتها المقبلة وخططها، وتجيب عن أمومتها والاعتزال.

• نانسي، تغنين منذ كان عمرك ثماني سنوات، واحترفت الغناء عام 2003، فهل ما زلت محبة للفن أم أن الوضع الفني الراهن يصيبك بالإحباط ويجعلك تفكرين في الانسحاب والاعتزال؟
لا، لن أنسحب أو أعتزل. والفن بالنسبة إليَّ ليس فقط مهنة أمارسها، لكنه يمنحني الحياة، فأنا أحب أن أغني وأجد متعتي في الغناء حتى على صعيد حياتي الخاصة. والإنسان عموماً ليس في إمكانه أن ينجح ويستمر، إلاّ إذا كان يحب ما يفعله.

• هناك زملاء لك يلوح في خاطرهم الانسحاب فنياً، إما لكونهم تشبّعوا مادياً، أو لإصابتهم بحالة ملل، أو إحباط من سلوكيات المهنة، أو لظروفهم الخاصة..
كل حر في قراره، لكن الإنسان عامة، وليس فقط الفنان يمر بمثل هذه الظروف، فالحياة صعود وهبوط والعكس، وكما فيها تعب وإخفاقات وإحباطات، فيها كذلك نجاحات وتحدٍ وإصرار، وأهم شيء هو أن يقدم الإنسان ما يحب، ويكون راضياً عمّا وصل إليه ولديه قناعة، فالإنسان، سواء كان مشهوراً أم غير ذلك، ما يؤثر في حياته ونفسيته هي سعادته.

قلبي طري
• يبدو أن «عظمك بات قوياً»، فقديماً لم يكن لديك مثل هذا المنطق، أو لم تكوني قادرة على أن تُعبّري عن آرائك؟
(تضحك معلقة): «عظمي قوي.. لكن قلبي لا يزال طرياً»، وزمان كان لدي آراء كما هي الآن، إنما لم يكن هناك «سوشيال ميديا» كي أعبر عنها من خلالها، والآن لدي وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي. عموماً بقدر ما أكبر وأنضج، أشعر بأنني ما زلت في حاجة إلى نصائح عن أشياء جديدة لا أعرفها في حياتي، وكلما شعرت بتردد في أفكاري أسأل أصحاب الخبرة.

• إجابتك الأخيرة تعيدنا بالذاكرة إلى صرختك هذا الصيف في «تويتر» من مطار بيروت الدولي، معلنة في فيديو أنك انتظرت فجراً ساعات وطفلتك تبكي على كتفك، وأن الفوضى في المطار لا تُحتمل، وما تبع صرختك من ردود. لكن هل بعد ذلك ندمت على تغريدتك؟
ما أعلنته في الفيديو كان محبة وصرخة في الوقت ذاته. وأبداً لم أندم على تغريدتي، فأنا تحدثت من «حرقة قلبي» ومحبتي لوطني وشعبي، وما قلته أوصلنا إلى حالة إيجابية.

فيديو راغب علامة
• لكن بعد ذلك المطرب راغب علامة نشر فيديو له في مطار بيروت، وأطلق تغريدة ممتدحاً فيها التحسينات الجارية في المطار، فهل أحرجك كلامه؟
بالعكس لم يحرجني، وراغب أطلق تغريدته والفيديو بعد أن أطلقت تغريدتي بأسبوعين أو ثلاثة. وللعلم بعد أن أطلقت تغريدتي تلقيت اتصالاً من معالي وزيرة الداخلية والشؤون المحلية ريا الحسن وأخبرتني مشكورة: «من هذه اللحظة.. بدّي حسّن بمطار بيروت».

• في رأيك، هل الفنان مهمته أن يغني ويمثل أم أن يقحم نفسه في أمور الدولة والسياسية، وهذا ربما يدخله دوامة «مع وضد» أو أنه محسوب على أي فئة؟
أنا مع أن الفنان لا يميل لأي فئة أو طرف معين لأنه لكل الناس، لكن الفنان في النهاية إنسان ومواطن ويجب عليه أن يعّبر عن موقفه. وأنا لو لم أشعر بوجع الناس والنساء تحديداً في مطار بيروت لما غردّت وسجلت موقفي، ولست وحدي التي كنت متألمة ومتضررة ذلك اليوم، بل كانت معي قرابة 12 سيدة بينهن جدات يحملن أحفادهن من دون أن يقترب منهنَّ أحد من موظفي المطار ويقدم لهنَّ العون أو كرسياً يجلسن عليه، وهذا أمر غير مقبول.

آخر 15 عاماً
• هل الساحة الفنية وما فيها من أغانٍ وأصوات وحفلات وجهات إنتاجية.. مرضية لك، أم هناك صرخة تودّين إطلاقها؟
في آخر 15 عاماً كنّا ولا نزال كما نحن.. هناك أناس لديهم أصوات تصنف على أنها أقل من عادية، وآخرون أصواتهم جميلة وموجودون على الساحة بقوة، وغيرهم لديهم أصوات إنما لم يأخذوا حقهم في الحياة، بالتالي الفئات مختلفة.

• سنراك في لجنة تحكيم النسخة الرابعة من برنامج اكتشاف مواهب الأطفال «ذا فويس كيدز».. فكيف تقيمين هذه التجربة؟
سأتحدث عن نفسي شخصياً بأني لست موجودة في هذا البرنامج واحدة من أعضاء لجنة التحكيم أو المدربين، وإن كانوا يسموننا في البرنامج مدربين، لكن يمكن القول إني شخص عاش التجربة مثل هؤلاء الأطفال قبل 25 عاماً، بالتالي أحببت أن أنقل تجربتي للأطفال المشاركين، وأقدم من وجهة نظري ما هو جميل وغير جميل في هذا المشوار، وما الصعوبات التي واجهتها وكيف خرجت منها، وألفت انتباه المتسابقين لها كي لا يقعوا فيها.

«شعراتا ولو»
• هناك من يعتبر أن ما يحدث مع الأطفال المشاركين في البرنامج يعد جريمة، خاصة أنهم بعد نهاية البرنامج عندما يبدؤون الرحلة الفنية، يفقدون طفولتهم بالسهر والغناء في الملاهي الليلية والحفلات.. ما رأيك؟
أنا الوحيدة التي ليس في إمكاني القول إن ما يحدث مع هؤلاء الأطفال هو جريمة، لأني كنت مثلهم. فأنا عندما كان عمري ثماني سنوات كان أبي يأخذني ليلاً لأغني في حفل يستمر حتى الساعة الثانية فجراً، ثم أعود إلى المنزل وأنام أقل من أربع ساعات ثم توقظني أمي كي أذهب عند الساعة السادسة صباحاً إلى المدرسة، بالتالي المسألة ليست خطيّة كما أنها ليست أمراً جيداً، لكن كل إنسان عاش مثل هذه التجربة، إما أن يصل بعد ذلك لمكان جميل وجيد أو العكس، والحمد لله أعتبر نفسي وصلت «لمطرح حلو»، وما عشته وعانيته في صغري هو الذي صنع نانسي عجرم التي ترونها اليوم.

• وما رأيك في الأغاني التي يقدمها هؤلاء الأطفال مثل أغنية «جمالا ولو.. شعراتا ولو» أليست أكبر من عمرهم. أليس الأجدر أن يقدم الأطفال في «ذا فويس كيدز» وبعد انتهاء البرنامج أغاني تناسب أعمارهم عوضاً عن أغاني الكبار وما فيها من عشق؟
للعلم، الصبي حازم الصدير الذي قدّم أغنية «شعراتا ولو» صوته جميل، ومن لديه موهبة الغناء والفن بدمه وصوته جميل، يحب الموسيقى التي تلامس قلبه وذات اللحن الثقيل، ولا تعني له أغاني الأطفال شيئاً. أنا مثلاً، عندما كنت صغيرة ومن دون أي توجيه استمعت لأغاني الأطفال مثل «عمي بو مسعود»، واستمعت لأغاني الكبار مثل «أنا قلبي إليك ميّال»، لكن الأخيرة هي التي شدتني، لذلك من لا يملك موهبة الغناء يجب ألا يبدي رأيه في الموضوع وينصب نفسه حكماً.

• شاركت في لجان تحكيم برامج الكبار للمواهب الغنائية مثل «أرب آيدول»، وفي برامج اكتشاف الصغار مثل «ذا فويس كيدز»، فأين كنت مرتاحة أكثر؟
كنت ولا زلت أجد نفسي مرتاحة أكثر مع الأطفال، لأن كل شيء له علاقة بالطفل هو أقرب للقلب والروح، هذا عدا عن أني عندما كنت صغيرة كنت أفرح وأشعر بكل كلمة حلوة تقال لي، لذلك اليوم أفرح عندما ألتفت وأسمع أي طفل يغني كلمة حلوة، علماً بأن وجودي في «أرب آيدول» أحبه لأن البرنامج له رونق وطابع خاص.

غياب كاظم وتامر
• في الموسم الجديد من «ذا فويس كيدز»، سيغيب المطربان كاظم الساهر وتامر حسني عن لجنة التحكيم، فهل ستكون مهمتك صعبة في ظل عدم وجودهما؟
أولاً أنا سمعت أنه تم التعاقد مع المطربين عاصي الحلاني ومحمد حماقي للموسم الجديد. ثم هل أنا كنت آخذ قوتي من تامر وكاظم حتى تصبح مهمتي صعبة؟ لا..فنحن الثلاثة كنا نكمل بعضنا، وتعليقي على من يغادر أو ينضم للبرنامج هو: أهلاً وسهلاً بالجميع.

• ألم تفكري مثل كاظم وتامر بالاعتذار عن البرنامج؟
لا، أنا أحب الأولاد و«حابه وجودي في (ذا فويس كيدز)» لذلك لن أعتذر.

• وهل تشعرين بأن هناك كيمياء ستجمعك مع عاصي الحلاني ومحمد حماقي شريكيك في النسخة الرابعة؟
أنا إنسانة قادرة على التأقلم مع الجميع، ونحن الثلاثة دورنا الأهم في البرنامج كأعضاء لجنة تحكيم، هو أن نفرّح الأطفال ونقدم لهم الدعم والنصائح، وأعتقد أننا قادرون على هذا.

«الصلحة حلوة»
• بالمناسبة، ما رأيك في لجنة التحكيم الجديدة لبرنامج «ذا فويس» للكبار، خاصة أنها ستشهد من جديد مشاركة راغب علامة وأحلام معاً، إضافة إلى سميرة سعيد ومحمد حماقي؟
لجنة جميلة، لكني بصراحة فوجئت كيف أن راغب وأحلام سيجلسان بجوار بعضهما خاصة أني أعرف أنهما في آخر فترة لم يكونا على علاقة جيدة معاً.

• هناك من علّق يقول إن «العرض المادي المغري أنساهما رفضهما التعاون معاً، والنتيجة سنراها على الشاشة عند بدأ الحلقات المباشرة»..
لا أعتقد أن نظرة راغب وأحلام مادية، وهما ليسا في حاجة للمال حتى يوافقا، لكن «الصلحة حلوة». ونحن الفنانين في العالم العربي يجب أن نصل إلى قناعة بأنه لن يأكل أحد من درب الآخر شيئاً.

• هل كثرة برامج اكتشاف المواهب ظاهرة صحية أم لا؟
كثرة برامج المواهب كل عام لا أعتبرها مفيدة، لأنه عندما يصبح خريجو هذه البرامج كثراً.. هنا من الصعب أن يبرز أحد، ففي الزحام تصبح غير قادر على أن تفرق بين أحد.

«كده باي»
• حتى الآن لم تسجل من أسطوانتك الجديدة سوى أغنية واحدة، لماذا هذا الكسل؟
على الرغم من كوني أحب الغناء ونشيطة وأعتبر نفسي «سوبر ومان»، لكن لا تنسَ أني كنت حاملاً وأنجبت من ستة أشهر ابنتي «ليا»، ومؤخراً تساءلت بيني وبين نفسي كيف أني قادرة على القيام بواجباتي العائلية ورعاية بناتي إضافة إلى أسفاري وحفلاتي وتسجيل الأغاني، لا سيما أني أحب أن يكون كل شيء في حياتي دقيقاً ومنظماً. عموماً كنت أفكر بإصدار ألبومي نهاية 2019 لكني وجدت أن تاريخ 2020 سيكون أجمل، لذلك ترقبوا أسطوانتي بداية العام المقبل.

• كونك تختارين أغاني أسطوانتك الجديدة، هل أعجبتك أغنية «كده باي» للمطربة نوال الزغبي، ألا ترينها «ستايلك»؟
أحببت لنوال أغنية أخرى من أسطوانتها الأخيرة أكثر من أغنية «كده باي»، بعنوان «جوّه قلبي»، فكلامها ولحنها وإيقاعها حلو.

غزل شيرين
• منذ احترافك الغناء ومدير أعمالك هو المنتج جيجي لمارا، فهل أنت لست من هواة التغيير أم لم تجدي من هو أفضل منه؟
أنا أغيّر كل شيء في حياتي الفنية.. لكني لا أغيّر جيجي لمارا، إذ لا أستطيع أن أعيش في الفن من دونه، فهو شخص محترف، كما أنه بات بالنسبة إليَّ أكثر من مدير أعمال، وأعتبره أباً وأخاً وصديقاً وشريك نجاح، ومن الصعب أن تجد أشخاصاً مخلصين مثله.

• في فترة من الفترات قرأنا غزلاً على لسان المطربة شيرين عبد الوهاب تجاه جيجي لمارا مبدية رغبة التعاون معه، فهل تمانعين في أن يتولى جيجي إدارة أعمال شيرين أو غيرها؟
(تضحك معلقة): شيرين تحب أن تغازل الكل. وللعلم لا يوجد شيء ممنوع، بل على العكس أنا وجيجي لدينا شركة إنتاج، وإذا وجد شخص أن لديه موهبة فليأتِ إلى مكتبنا، ونحن مستعدان لأن ننتج للمواهب الجديدة.

• ينادونك «أم البنات» فهل يستفزك هذا اللقب؟
بل أجد نفسي محظوظة لأني رزقت بأحلى البنات «ميلا وإيلا وليا». ولن أخفي عليكم أني عندما كنت حاملاً بطفلتي الأخيرة، كان الكل يقول لي: «سترزقين بصبي»، فوعدت نفسي بصبي، وعندما أخبرني الطبيب بعد ذلك بأني حامل بطفلة، بقيت قرابة 10 ثوانٍ متفاجأة، لكني بعد ذلك صرت أحبها حتى قبل أن تخلق، والآن أنا وزوجي فادي الهاشم متعلقان بـ«ليا» إلى درجة كبيرة.

ليلة بكاء «أم البنات»
سألنا «أم البنات» نانسي إذا كانت ستغني في أعراس بناتها عندما يتزوجن، فأجابت: «هذا إذا قدرت أن أغني حينها، لأني سأكون طوال العرس أبكي، فأنا رومانسية وحساسة، وشعور أن ترى البنت تغادر منزل أهلها إلى بيت الزوجية صعب». وكشفت نانسي أنه ليس بين بناتها من تملك موهبة الغناء سوى أن الوسطى «إيلا» تحب أن تدندن، متمنية لو أنهن لا يتجهن للفن.

عشرة على عشرة
صيف ناجح تعيشه نانسي، حيث غنت في «مهرجان جرش» في الأردن، و«مهرجان بنزرت» في تونس، و«مهرجان صلالة» في عُمان، وقدمت حفلين أحدهما في قبرص والآخر في دبي، وعندما طلبنا منها أن تقيّم حفلها في دبي الذي نظمته شركتا «هيومنجمنت» و«سبوت لايت»، منحته نانسي العلامة الكاملة 10/10، قائلة: «أهم شيء في أي حفل الجمهور، وفي دبي كان الجمهور رائعاً ومكتملاً»، وبعد انتهاء حفلها حرصت المغنية الإماراتية شما حمدان التي كانت حاضرة مع الفنانة مريم حسين، على التقاء نانسي في الكواليس وإبداء الإعجاب بها. وكشفت حينها نانسي أنها ستحيي قبل نهاية العام حفلاً هو الثاني لها في السعودية، مشيدة بمستوى الحفلات التي تقام في المملكة وذائقة الجمهور السعودي.

المصدر : آنا زهرة / ربيع هنيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق