الرئيسية

كلمة رثاء في الذكرى الأولى لرحيل الرسام والفنان التشكيلي سمير سلامة

في رحلةِ الحياةِ على الأرض، منّا مَنْ يرحلُ بلا صدى ومنا منْ يزدادُ برحيلهِ رسوخاً في القلبِ والعقلِوالوجدان ، والمرحومُ الفنان سمير سلامة واحدٌ من الذين رحلوا جسداً، وخلدوا روحاً وفكراً وعطاءً، فقد حملَ في رسالتهِ الانسانيةِ، رسالةَ الحياةِ بكلِأبعادِها، وفي الذكرى السنوية الأولى لرحيلهِ المحزنِنسجلُ في هذه الذكرى حقيقة لا مجالَ لتغييبها في عتمةِ التهميشِ والنسيانِ فهو ليس فقيداً لأسرتهِومدينته صفد فقط، ولكنهُ فقيدُ الوطن الفلسطينيّتاريخاً وإنساناً وجغرافيا، هذا الوطنُ الذي ما زالَيحملُ مفرداتِهِ على صليبِ القمرِ والعذابِ والمعاناةِ،إنه بروح الانتماءِ لهذا الوطن كانَ موقفاً في كلِّ المواقفِالمُشرفةِ، وكان إنساناً في كلِّ مشاركاتهِ الوجدانيةِ مع شرائحِ الشعبِ بكلِّ الإنتماءاتِ والتوجهاتِ، ومن أجلهذا فنحنُ نشعرُ أنَّ المواساةِ في رحيلهِ ، يُجَسِّدُها حُضورُهُ في قلوبِ وعقولِ ووجدانِ الجميع، فالرسام والفنان التشكيلي سمير سلامة جعلَ حياتـَه لحظاتٍمنَ الشموعِ المضاءةِ في دروبِ العتمةِ والجهلِوالجاهليةِ، وبتسامحهِ وحبهِ للجميع ضَحّى بعمرهِلنشرِ المحبةِ بينَ كلِّ فئاتِ المجتمع، وهذا بلا شكٍ ما جعلَ رحيلـَهُ مؤلماً إلى حدّ الدمعةِ والوجعِ، وجعلَأهلـَهُ وأصدقاءَهُ ومحبيهِ يعيشونَ فراغاً ليسَ من السهولةِ أن يُشطبَ بطبشورةِ الأيام والأعوام ، فإلى روحِهِ الطاهرةِ كل ّ مشاعرِ الوفاءِ ولهُ المجدُ والخلودُ في ملكوتِ السمواتِ، ولأهلهِ ووطنه فلسطين نقول” نحن سنبقى أوفياءَ لهذا الرجل العظيم ، الذي حفرَ في قلوبـِنا وعقولِنا حروفاً من نورِ المحبةِ ستبقى تنبضُبالحبِ ما دامتْ الحياةُ فوقَ هذهِ الأرض”.

رام الله :27/8/2019م

أ.د. حنا عيسى

أمين عام الهيئة الاسلامية –  المسيحية لنصرة القدس والمقدسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق