بارعات العالم العربي

بالفيديو “الكايميرا”.. من أسطورة يونانية إلى منصة تظهر قوة نساء فلسطين تشغيل الفيديو

اقتبست تالا اسم منصتها -التي أنشأت لها موقعا إلكترونيا عبر الإنترنت وصفحة على فيسبوك- من مخلوق كان يعرف في الأساطير اليونانية برأس أسد وجسم ماعز وذيل أفعى، وكان اليونانيون ينسبونه وقتها إلى القوة والتحدي.

هذا ما أرادته تالا -كما تقول للجزيرة نت- من اسم منصتها، بإظهار قوة النساء الفلسطينيات، خاصة في مدينتها الخليل، وتحديهن للواقع الذي تعيشه المرأة العربية عموما من خلال إظهار إبداعاتهن وقدراتهن المختلفة.

بدأت الفكرة عندما كانت تالا تدرس الإعلام في جامعة بيزيت قرب رام الله وسط الضفة الغربية، وكانت تقدم في مشاريعها العملية قصصا لنساء مبدعات في مجالات مختلفة، مما جعل الأسئلة من زملائها ومعلميها تكثر بشأن وجود هؤلاء النساء بالفعل، خاصة في الخليل.

قصص ملهمة
من هنا أطلقت الشريف منصتها في عام 2018، وأنتجت حتى إعداد هذا التقرير 12 قصة مختلفة تقوم هي وحدها بتصويرها وتحريرها (مونتاجها) وكتابة نصها، وحتى أنها تترجمها إلى اللغة الإنجليزية لتصبح القصة أكثر انتشارا.

تنوعت قصص “الكايميرا” بين فنانة تشكيلية عادت إلى الرسم بعد 17 عاما، وابتكرت طريقة جديدة في عملها، وبين معلمة لديها إعاقة في يديها، وأخرى تغني الراب، وقصص بمجالات ومواضع مختلفة توسعت في طرحها من الخليل إلى بيت لحم المجاورة جغرافيا، وتخطط لسرد قصص النساء المبدعات في كل فلسطين.

‪تالا الشريف: القائمة وصاحبة فكرة منصة “نساء الكايميرا”‬ (الجزيرة)
استمرار وتطور
في منزل تالا بالخليل قابلنا الفنانة التشكيلية وفاء الأدهمي، وكانت سعيدة جدا بما قدمته المنصة لها، فهي من أوائل من صورت قصتها كامرأة عادت للرسم والإبداع بعد انقطاع دام 17 عاما، ودفع ذلك رواد وسائل التواصل الاجتماعي وأكثر من عشر وسائل إعلام عربية ودولية إلى الإشادة بما تقدمه وتطرح قصتها كامرأة متحدية لواقعها.

تقول الأدهمي للجزيرة نت إن منصة “نساء الكايميرا” فتحت المجال لها للاستمرار في العمل أيضا وتقديم كل ما هو جديد وبقوة أكبر.

نشرت المنصة كذلك قصة المرشدة التربوية في إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم بالخليل أمل شوامرة، كمعلمة مصابة بإعاقة في يديها، تحدت واقعها وأصبحت تطور قدراتها لجعل طالباتها يتقبلن المختلف في مجتمعهن.

وكان لنشر القصة أثر إيجابي على أمل وفي محيطها كذلك، وتقول للجزيرة نت إنها عندما شاهدت قصتها شعرت بالقوة الكامنة داخلها، وإنها بالفعل استطاعت إيصال رسالة الشخص المختلف في مجتمعه باعتبارها امرأة تعاني من إعاقة في يديها، وهو ما كان له الأثر الإيجابي الداخلي.

ولاحظت من خلال التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي على قصتها أنها بالفعل أوصلت رسالتها التي أرادتها، وهي تقبل الأشخاص المختلفين في مجتمعهم ومحيطهم وعدم الخوف منهم، خاصة إذا كانت امرأة.

وبالنسبة لأمل فإن منصة تالا سلطت الضوء على الجانب المشرق منها، وأظهرت قوتها وتحديها لواقعها، وهو ما أرادته بالفعل.

‪وفاء الأدهمي فنانة تشكيلية نشرت منصة “نساء الكايميرا” قصتها مما دفعها للاستمرار في عملها وتطويره‬ (الجزيرة)
إظهار القوة
تعتبر المرشدة التربوية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إيناس الجولاني -التي تتابع باهتمام بالغ ما تقدمه منصة “نساء الكايميرا”- أنها من أجمل المشاريع التي مرت على النساء، خاصة في الخليل وسائر فلسطين، وهي لأول مرة تتحدث بشكل مختص عن النساء وعن واقعهن بطريقة جذابة.

والجديد الذي قدمته المنصة -حسب الجولاني- هو تسليط الضوء على الأمور الإيجابية للنساء وليس السلبية أو إظهار الجانب الضعيف بل بالعكس، إظهار الجانب القوي الذي يعزز الرسالة التي تحملها كل واحدة منهن، وأنها تستطيع التغيير.

كما لم تظهر المنصة النساء كما هو معروف في المجتمعات العربية بأنهن مظلومات أو مضطهدات بل قويات، كما أن طريقة ظهور النساء بشكل مباشر في الفيديوهات ونقل قصصهن بشكل سريع وقصير ومختصر بشأن حالات إبداع مختلفة ونشر ذلك عبر المنصات المختلفة -خاصة صفحات التواصل الاجتماعي- جعل المنصة تتميز بذكاء ما تقدمه، كما قالت الجولاني للجزيرة نت.

فادي العصا-الخليل

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق